لن يتمكن المشرفون على الكرة الجزائرية من تحقيق هدفهم في إطلاق أول بطولة محترفة بالجزائر بدءا من الموسم القادم، مثلما كانوا يأملون في ذلك، ليتأجل المشروع إلى الموسم الموالي، حيث ستجد أندية النخبة نفسها مضطرة لأن تواكب الركب وفقا لتعليمات الاتحادية الدولية لكرة القدم، وإلا فإن مصيرها سيكون العزلة باعتبار أنها ستكون ممنوعة من المشاركة في المنافسات الدولية. * واستنادا إلى البيان الذي صدر عن آخر اجتماع للمكتب الفدرالي الأسبوع المنصرم، فإن بطولة الموسم القادم ستقام ب16 فريقا، ولم ترد الإشارة إطلاقا إلى تغيير الطبيعة القانونية للفرق ال16 المعنية، وهو ما يؤكد صراحة بأن طموحات رئيسي الاتحادية الجزائرية لكرة القدم والرابطة الوطنية أيضا، قد اصطدمت فعلا بواقع صعب يحتم عليهما تأجيل مشروع الاحتراف إلى غاية أن تتهيأ الشروط الموضوعية لتجسيده. * هذه الحقيقة اعترف بها لنا عضو من المكتب الفدرالي، حيث أكد في هذا الخصوص بأن اجتماع الهيئة التنفيذية الكروية الأسبوع المنصرم أفضى إلى ضرورة صرف النظر عن إطلاق أول بطولة محترفة بالجزائر ابتداء من الموسم المقبل، بسبب عراقيل موضوعية كثيرة تحول دون تحقيق هذا الهدف في أقرب الآجال، خلافا لما ظل المسؤولون في المكتب الفدرالي يغذونه من طموحات إلى آخر لحظة. * ونتذكر أنه خلال الجمعيتين العامتين الأخيرتين للفاف والرابطة الوطنية، جدد رئيسا الهيئتين محمد روراوة ومحمد مشرارة على التوالي، رغبتهما في أن تقام أول بطولة محترفة بالجزائر بدءا من الموسم القادم، حتى لو تطلب الأمر تنشيطها من طرف عشرة أندية فقط تستجيب لدفتر الشروط. * لكن التأخر الملاحظ في تحضير ظروف إقامة هذه البطولة دفع إلى إعادة النظر في تاريخ انطلاقها، حيث يكفي التذكير بأن السلطات العمومية، ممثلة في وزارة الشباب والرياضة، قررت مؤخرا فقط إنشاء لجنة عمل مشتركة لتحضير الدخول في عالم الاحتراف. * * التقنيون يحذرون من التسرع * ويجمع أغلب المراقبين والتقنيين بأن تأجيل إطلاق البطولة المحترفة إلى موسم 2011 - 2012 قرار حكيم لأن مثل هذا المشروع يحتاج إلى تحضير دقيق، وهو ما لا يتوفر في الوقت الراهن، وأكثر من ذلك، فإن مدرب اتحاد العاصمة نور الدين سعدي، الذي لديه تجربة طويلة في الميادين وملم كثيرا بشؤون الاحتراف، يعترف بأن الظرف غير مناسب للمرور إلى البطولة المحترفة سيما في ظل إقدام المنتخب الوطني على الاشتراك في المونديال القادم، ما يعني أن الكل سيكون منشغلا بهذا الموعد العالمي ما بين شهري جوان وجويلية، بشكل يدحرج الاهتمام بملف الاحتراف إلى المقام الثاني.. ويأمل سعدي أيضا أن يتم إشراك التقنيين في صياغة المشروع الجديد وأن لا يقتصر الأمر على الإداريين فقط، وهو المطلب الذي يسانده فيه كثير من المدربين الجزائريين.