في المرآة يكتبه الصغير سلام يبدو أن الطريق لا يزال بعيدا لكي نحتفي نحن الجزائريون بدولة القانون بعيدا عن سياسات "شبعتونا مقروط و قرنون" التي يعبر بها شباب مواقع التواصل الإجتماعي عن رفضهم للخطاب الرسمي الغارق في لغة الخشب التي لم تعد تغني عن غياب واضح لسلطة الدولة و لا تسمن من جوع لتطبيق روح القوانين في بلدنا الحبيب.. منذ حوالي سنتين صدمت و أنا اشاهد على يوتيوب المدعو مدني مزراق و هو يتحدث بصوت مرتفع دون "حشمة " و خجل قائلا "نعم قتلت بيدي هاتين و لست نادما لقد قتلت شابا من جنود الخدمة الوطنية و احتفظت بسلاحه كتذكار"!!..توقعت يومها أنه بمجرد بث ذلك التصريح أن يستدعى هذا القاتل من طرف القضاء لأن الأمر يتعلق بقتل روح و باعتراف علني وهو في أضعف الدول و أشدها تخلفا يكون "الإعتراف سيد الأدلة" لكن لا شيئ من ذلك حدث و بدلا من ذلك يعتقل شاب بطال لأنه حمل "كارطونة" كتت عليها "أطالب بحقي في العمل" أو يسجن ناشط من النشطاء الشباب رغم أنه لم يمارس عنفا و لم يهدد بالقتل و لم يرق دما و لا عصيرا!! كيف تحول هذا "المزراق" من قاطع أعناق إلى قاطع أرزاق ؟ ..دون أن يوقف عند حده من طرف القضاء اذي يسمة في بلادنا "العدالة"؟ و كيف أصبح يستقبل في الرئاسة كشخصية وطنية في إطار مشاورات تعديل الدستور و هو الذي لا يملك في رصيده إلا القتل الذي يفتخر به ..؟! ثم بعد اشهر من ذلك تغلق قناة"الوطن الجزائرية" التي هدد على أمواجها رئيس الدولة فتغلق القناة و لا توجه إليه أية تهمة!! ..و يستمر في غيه يمرح و يصرح و يعتذر في ثوب الحمل الوديع للرئيس الذي هدده و رفع في وجهه إصبعه! لكنه لم يعتذر عن قطع أرزاق أكثر من مئة و خمسين عائلة كان معيلوها عاملين بالقناة التي خنقت بالشمع الأحمر بأمر من الوالي المنتدب..لن أتساءل أكثر من هذا؟ لأنني حزين جدا على ما آلت إليه أوضاع صحافتنا التي صارت مؤسساتها تغلق بقرار من "منتدب"!..و هكذا فقد عرت أزمة "الوطن" الكثير من المنتسبين إلى مهنة الصحافة ..صدفة تحول "الكتبة" إلى قضاة و صدفة صار التضامن انتقائي و حرية الصحافة "كبسولات" تمنح في صيدليات الإيديوجيا و المصالح !