سامية/ح تحلم أغلب المصابات بسرطان الثدي بإجراء عمليات الترميم بالجزائر،بعد أن دخلت الجراحة التجميلية للثدي مصالح علاج السرطان منذ سنوات. إجراء قوبل باستحسان وارتياح كبيرين في أوساط المتعافيات من المرض الخبيث،خاصة فئة الشابات اللواتي يعانين من الإحراج وعقدة الأنوثة الناقصة. تتلقى المصابات بسرطان الثدي قرار الاستئصال بمرارة بالغة وغالبا ما تطغى المعاناة النفسية للعملية على الجسدية، وذلك لارتباطها المباشر بنظرة المرأة لنفسها وإحساسها بفقد أنوثتها. مما يسبب لها عقدة نقص ويدخلها دوامة الاكتئاب الذي تزيد ضراوته كلما كان سن المرأة أصغر، وهو السبب نفسه الذي يدفع الأزواج إلى التخلي عن زوجاتهم في وقت يكن في أمس الحاجة إلى الدعم النفسي والمعنوي، هذا الأخير الذي لا تجده مريضات السرطان في الجزائر لا في الأزواج ولا في مصالح المستشفيات التي يشاع أنها توفر المرافقة الطبية النفسية، لكن الواقع يؤكد عكس ذلك بحيث لا أثر للأخصائي النفساني ومن تحظى بالرعاية الطبية اللازمة وفي وقت مبكر تعتبر نفسها محظوظة في مصالح فاضت بالمرضى ولم تعد تستوعب الأعداد الهائلة الوافدة من كل مكان.
* مريضات لا يسمعن عن الترميم والجراحة الكل يتحدث عن ضرورة التكفل النفسي بالمصابات بعد العملية، لكن التكفل غائب في أرض الواقع. والأسوأ أن المريضات يتأثرن بتجارب بعضهن البعض ويسمعن مختلف الروايات التي تحمل في الغالب قصص تخلي الأزواج وعقدة الأنوثة الناقصة وحتى احتمالات عودة السرطان بعد الاستئصال..هذا هو حال مرضى السرطان عندنا للأسف. تقول مريم 37سنة أنها أجرت عملية استئصال الثدي بعد أن اكتشفت الإصابة متأخرة نوعا ما، وكانت تعتقد أن الكابوس قد انتهى، لكن جلوسها رفقة المصابات في طابور الانتظار أمام قاعات العلاج الكيميائي والإشعاعي زاد من معاناتها، لأنها حسب ما تروي فقدت الأمل في أن تعيش حياة طبيعية وهي تسمع عن مآسي النساء على ألسنتهن وهن يروين قصص الخيانة والتخلي والفقد…مخاوف تنال منهن ومن آمالهن في حياة سعيدة وتحبط أحلامهن. والغريب في الأمر كما قالت مريم أن الكثير ممن يجرين عمليات الاستئصال دخلن وخرجن من المستشفى وهن لا يعلمن شيئا عن عمليات الترميم، ومنهن من تعتقد بأنها لا تجرى سوى في الخارج وبتكاليف باهظة لا تقدرن عليها.
* الجراحة التجميلية …عودة الأمل
نبيل بن اشنهو …نموذج لممارسي في الجزائر للجراحة التجميلية للثدي، اجتهد ودرس حتى وصل الى الجامعة ليدرس الطب ثم يتخصص ويبرع في جراحة الثدي، هذا التخصص الذي يعتبر جد صعب، لكنه بالمقابل كفيل بإعادة البسمة والحياة لنساء متألمات على وضعهن.وهو الوضع الذي يتفهمه الدكتور بن آشنهو جيدا ويعمل الدكتور نبيل في مصلحة سرطان الثدي منذ 2004 ،حيث احتك مع كبار الأطباء الأساتذة في سرطان الثدي بالجزائر ونهل كيفية العلاج والتكفل بالمريضات في الجزائر ،لاسيما وأن المصابات الجزائريات يعتبرن من أصغر المصابات في العالم، فقد بلغ معدل سن الإصابة بينهن إلى 35 سنة.وفي هذا العمر الفتي تعاني المرأة المصابة من عقدة نقص الأنوثة والخوف من الرفض.لذلك فهو يؤكد أن عملية إعادة بناء الثدي قد تساهم في استرجاع شكل المرأة السابق ونفسيتها وصحتها. ويعمل بن آشنهو على غرار زملائه على اقتراح جراحة الثدي التجميلية على النساء لاسترجاع الشكل التقريبي للثدي، وهو ما أدرج في السنوات الأخيرة ضمن أقسام سرطان الثدي من أجل دعم المرأة لتندمج أسرع في المجتمع وتتخلص من عقد النقص وتعيش حياة صحيةو لتسهل اندماجهن في المجتمع.