تابعت "هوشة" على أعمدة جريدة الأهرام الصادرة اليوم- قبل أيام-، بين الكاتبة نوال السعداوي وأستاذ الفلسفة مراد وهبة الهوشة بسبب مقال نشره مراد وهبة الموسوم "مصير الإنسان على كوكب الأرض " الذي تابعته كما اتابع بانتظام ما ينشره مراد وهبة عبر عموده بالأهرام عنوان المقال كان حول مسألة إيكولوجية خالصة عن مؤتمر باريس حول تغير المناخ، لكن متن المقال الذي لا يتعدى 500 كملة تحدث فيه مراد وهبة عن كل شيء، وهي عادة مراد وهبة، حيث تحدث عن نظرية التطور ،عن الكتب المقدسة، عن الإيمان عن الإلحاد عن الفكر الديني عن حمو رابي عن قانون حمو رابي عن الثورة الزراعية عن الإرهاب عن داعش عن الأحزمة الناسفة عن المتفجرات كل ذلك في مقال لا تتجاوز عدد كلماته 500 كلمة مقال مراد وهبة بدا للكاتبة نوال السعداوي، خروج عن الموضوع في ردها عليه في عمودها بجريدة الأهرام وكان بعنوان "مناقشة اولية مع مراد وهبة " حيث قالت بصريح العبارة ان مراد وهبة وقع في عدة ثغرات فكرية تجعله يرتد ويعترف في نهاية المقال بما أنكره في البداية" وهي تقصد ان مراد وهبة بدأ مقاله بمقدمات عقلانية وتنويرية وربما الحادية بخاصة دفاعه عن نظرية التطور لكن ذيله بجملة بدت لها لاهوتية عندما استشهد بأية من الكتاب المقدس وهي الإصحاح الأول من سفر التكوين التي تقول "خلق الله الإنسان على صورته" كنت انتظر من نوال السعداوي أن تشرح لنا تناقض مراد وهبة الذي بدأ بالدفاع عن الإلحاد من خلال نظرية التطور وكيف انتهى نهاية إيمانية، حدثنا عن الله الذي خلق الإنسان على صورته. بذلك تكون قد سددت ضربات قوية ولكمات نظرية ومنهجية قاسمة وقاضية لمقال مراد وهبة وتسقطه أرضا فاقد الوعي. انتظرت من الكاتبة أن تشرح لنا الثغرات الفكرية التي وقع فيها الكاتب لكن الكاتبة وقعت هي الأخرى فيما لامت عليه أستاذ الفلسفة حيث ابتعدت عن صلب الموضع وكل ما عناها من المقال و"غاظها " من مراد وهبة أنه ظل رجلا شرقيا ذكوريا حتى لو لم تذكر ذلك صراحة، وذلك عندما تتهمه أنه ذكر في مقاله الإله الذكر ولم يذكر الإلهة الأنثى لقد نسيت نوال السعداوي هي الأخرى نظرية التطور والإلحاد ولم تعد مسألة وجود الإله من عدمه تحمل أية قيمة معرفية أو تاريخية آو تنويرية، لقد أصبحت مسألة ثانوية أمام القضية المركزية وهي الدفاع عن الإلهة الأنثى ضد الإله الذكر حيث راحت تذكر مراد وهبة بالإنجازات العظيمة التي قامت بها الإلهة الأنثى عبر المسيرة التاريخية الطويلة، حيث كانت الإلهة أنثي، مكتشفة الزراعة واللغة والكتابة وقوانين العدل والمعرفة، مما هو محفور في تاريخ الحضارات القديمة، وأقربها إلينا الحضارة المصرية، وإلهة الحكمة إزيس وإلهة العدل معات " المحصلة التي ينتهي إليها كل مطلع على السجال بين فطاحل وفحول و"فحلات" التنوير و العلمانية و العقلانية و الإلحاد على صفحات جريدة الأهرام ا الصادرة اليوم، سوف يكتشف دون أدنى جهد ولا تعب ان العقل العربي يعيش أزمة بنيوية حادة.