اتهم الفنان التشكيلي محمد بوكرش السلطات الولائية في مختلف المدن الجزائرية بنهب الأغلفة المالية للتماثيل من خلال استقدام مكاتب الدراسات الولائية للبناء، لبنائين بدل الفنانين التشكليين لتشييد التماثيل مقابل أجرة لا تعادل حتى أجرة البنائين، وهي الأجرة التي يرفضها النحات المحترف حسب بوكرش لأنها لا تكفي لإنجاز تمثال متكامل الشروط والمواصفات انطلاقا من هيكله الحديدي مرورا بتكوينه بالطين أو الشمع إلى أن يستوي. وقال بوكرش في مقال نشره على موقع "محارب التشكيل"، في رد على التمثالين الفضيحة اللذين تم نصبهما ومن ثم إزالتهما بسبب إساءتهما للشخصيتين التارخيتين العربي بن مهدي وابن باديس، بأن تصميم التماثيل لا يجب أن يكون من غير استشارة الفنانين المختصين، لإبداء رأيهم والقيام بالتعديل والموافقة النهائية، بعد ذلك يكون المرور إلى مرحلة القولبة وهي الأخرى مسؤولية كبيرة جدا وتتطلب وقتا مهما ليكون القالب من عدة أجزاء تروم بعضها البعض تمكن الفنان من صب نموذجه النهائي الذي يحتل الساحة المخصصة له، هذا إذا كان سحب النموذج بمواد عادية، أما إذا كان السحب بمادة معدنية فحدث ولا حرج يكون حضور تكنولوجيا الأفران والقولبة مكلف جدا جدا.. وانتقد بوكرش استسهال السلطات الولائية في الجزائر للأمور وذلك ما أرجعه لتفشي ثقافة اللصوصية والنهب في معظم المؤسسات وغياب ضمير القانون وروح المسؤولية والحكم الراشد. وذهب بوكرش إلى أبعد من هذا حين قال في مقاله بأن مرض اللصوصية مرض يكاد يكون عاما وهو ما جعل حسبه التشويه يطال الإنسان وليس فقط منحوتات الرموز الثورية أو العلمية ضمن ما جسد من مهازل سموها منحوتات، ليسترسل ذات المتحدث بالتعريف بفن النحت الذي اعتبره من الاختصاصات المهمة جدا، وهي أقرب المدارس الفنية التشكيلية للصناعة والتصاميم بما يتوفر فيها من أبعاد ثلاثية وامتيازات جمعت بين النحت الفني الأكاديمي والنحت الصناعي الوظيفي والنحت الوثائقي الذي يخضع لنظريات وهو ما لا يمكن حسبه بأية حال الاستغناء عنها لأنها هي الركائز المعرفية والعلمية الهندسية.. بعد أن كان النحت وسيلة من وسائل التدوين بالمجسمات والنقوش والحفر..وكانت رمزية تعبيرية في معظمها بالاختزال والتجريد القائمة عليه قديما وحديثا عرفت بساطتها بتصنيف غربي سماها الفنون الساذجة أو العفوية وهذا ما جعل حسبه الحابل يختلط بالنابل في البلدان المتخلفة ليصبح كل من هب ودب يمكنه أن يزج بنفسه في هذا التواجد ويمرر ما يريد دون حياء ولا حشمة دون سابق تجربة أو ممارسة وانتماء. خيرة بوعمرة