بقلم: الوزير الفقير لم أنم جيدا البارحة، كنت طوال الليل أفكر وأعد ما سأحصل عليه من مال، وبما أني إنسان والإنسان يحب المال حُباً جما فإني سعدت بهذا القرض السندي الذي يا ليته كان أبديا… قصدت البنك صباحاً حيث كنت أمام بابه قبل أن يفتح، وأنا أحمل معي كيسا أسود فيه نقود كثيرة، وكنت أنتظر بفارغ الصبر فتح الأبواب… ما إن فتحت دخلت مسرعاً إلى الشباك فنظر إلي الموظف باستغراب موجهاً سؤالا لي: وقيلا كنت بايت قدام الباب صاحبي….. ؟ قلت له جئت من أجل القرض السندي؛ فرد عليا باستهزاء…. مازال ماجابوهش راه في الهند…. قلت إذن أصبح هنديا…. قال نعم نعطيك شوية ؟ قلت: نعم فأكلت وأكلت حتى حدث لي إمساك، وبدأ يصيبني دوران واختلط علي المشهد وإذا بي أرى المرحوم أبي يرتدي لباسا أبيضا ناصعا وعلامات الغضب بادية على وجهه… قال السلام عليكم يا ولدي، قلت ووو عليكم السلام ورحمة الله وبركاته قال: هل عرفتني…. ؟ قلت آه… نعم لا.. إيه نعم أنت أبي… أنت أبي، قال: واش راك أدير في البنك؟ قلت جييييت… باش نشري القرض الهندي… عفوا السندي… قال واش احكايتو هذا؟ قتلو فيه فايدة اكبيرة….. قال يا ولدي طيلة حياتي وأنا أعمل بما يرضي الله وكنا مستورين وكافين خيرنا وشرنا واش أداك إلى هذه الطريق، وشحال جبت أمعاك دراهم؟ قلت 100 مليون والنسبة ( 5٪) وبعد 3 سنوات. قال الفائدة صغيرة جدًا مقارنة بالعقوبة الربانية يعني أنت ستحصل على 5 ملايين بعد 3 سنوات مقابل أن يُعلن الله ورسوله الحرب عليك!!! يعني أنك ستحارب الله ورسوله مقابل 5 ملايين!!! اسمع ياولدي الحرام حرام قل أو كثر… استفق من سباتك… هذا الذي أشار عليك أو نصحك بهكذا عمل لا يريد لك الخير ولو كان كذلك لكان قام برعاية شراكة بين المواطنين مع بعضهم البعض ويكون هو الضامن والمشرف عليها ويأخذ نسبه من الأرباح نظير رعايته وإشرافه، ويأخذ المواطنين نسبة من الأرباح لا فوائد كما يتقاسم الكل الخسارة في حاله وقوعها، اسمع يا وليدي ناس بكري قالو (مال الطماع يديه الكذاب) مالا نوض فز أرفد شكارتك وروح قبل ما تُعلن الحرب عليك….. فجأة اختفي أبي… وسمعت صوتا رقيقًا تقول صاحبته سيدي استفق لقد حان دورك وموظف الشباك قد وصل… فتحت عيناي جيدا وقلت لهم أسمعوني أمليح هذا ماشي قرض سندي هذا قرض هندي والموس من عندي والي تحكموه حكولو الفلفل انتاع أولاد عمار…… باي باي ماي فرند.