صدر حديثا العدد رقم ال12 لمجلة الدركي وهي مجلة إعلامية ثقافية تصدر عن القيادة العامة لسلاح الدرك الوطني الجزائري، وتعنى بكل نشاطات هذه المؤسسة بالإضافة إلى مواضيع هادفة وملفات واستطلاعات لعدد من أكبر وأشهر الجرائم التي تعاظمت في بلادنا في العقد الأخير. وقد حمل هذا العدد المكون من 64 صفحة ملفين حول ظاهرة انتحال الأسماء، أما الثاني والذي منح الصدارة على الصفحة الأولى فقد اهتم بظاهرة العنف ضد الأطفال وما ينجر عنها من آثار نفسية جسدية واجتماعية، كما حمل العدد ملفات أخرى هامة كموضوع حول أسس ومبادئ وإعداد الدولة للدفاع، ودور الحشرات في الكشف عن ملابسات الجرائم وغيرها من المواضيع كإرهاب الطرقات-حوادث السيارات- وغيرها من المواضيع. وكانت مجلة الدركي، قد أدرجت في عددها الثاني عشر موضوعا بالغ الأهمية، أعدته الملازم الأول بوكرمة فريدة من خلية الاتصال، تخصص في إبراز ملف انتحال الألقاب والوظائف والأسماء، وهو الوجه الآخر للجريمة في السنوات الأولى للقرن ال,21 فقد أبرزت الضابط، أنه وحسب محاضر وتقارير الدرك الوطني، وجود تنامي هذه الظاهرة مع تطور المجتمع، لتحقيق أكبر ربح وجمع للأموال على حساب أشخاص لهم مراكزهم الاجتماعية أو يحظون بمراكز مؤثرة يجرى التحايل عبر استخدام أسمائهم وألقابهم ومناصبهم للإيقاع بالضحايا. وقد سجلت مؤسسة الدرك الوطني، فيما يخص جريمة انتحال الوظائف والألقاب والأسماء تسجيل 60 قضية وتورط 69 شخصا، من بينهم 04 نساء سنة ,2006 ليرتفع هذا العدد سنة 2007 إلى 72 قضية و81 شخصا متورطا و53 قضية خلال ال09 أشهر الأولى من سنة ,2008 أسفرت على توقيف 48 شخصا متورطا منهم نساء، وقد سلط الضوء عليها من طرف جهاز الدرك الوطني قصد الحد من انعكاساتها السلبية ومحاربة المجرمين ونصائح للضحايا الذين يقعون في حبالها. في المقابل، وإلى الموضوع الذي صنع الصفحة الأولى لمجلة الدركي، والمتعلق بظاهرة العنف ضد الأطفال بين الوقاية والعلاج، والذي أعدته الملازم الأول بن جلول سميرة، حيث أخذتنا إلى تصنيفات علماء النفس كمدخل أولي جردت من خلالها العديد من التصنيفات لأنماط ظاهرة العنف ضد الأطفال، كالاعتداءات الجسدية، الجنسية، العاطفية والإهمال، كما برزت دواعي تنامي هذه الظاهرة ومن هم الأشخاص الذين يرتكبون العنف ضد الأطفال. هذا وأبرزت الضابط، وبلغة الأرقام طبيعة العنف الجسدي، عبر جدوال تسجيل 429 ضحية في العام 2007 بسبب الضرب والجرح العمدي يقابله تسجيل 412 ضحية في ال08 أشهر الأولى للعام ,2008 في حين سجلت ذات المصالح إحصاء 15 قتيلا ?قتل عمدي- مقابل 23 ضحية ?قتل عمدي- في 08 أشهر الأولى للعام ,2008 وهو ما مجموعه 444 ضحية في العام ,2007 مقابل 435 ضحية في ال08 أشهر الأولى للعام .2008 وفي نفس الإطار أوردت الضابط سميرة بن جلول، إحصائيات أخرى تعلقت ب137 قضية اغتصاب في العام 2007 مقابل 32 قضية في ال08 أشهر للعام ,2008 وتم تسجيل 349 قضية هتك عرض في العام ,2007 مقابل 218 قضية في ال08 أشهر من عام ,2008 وفيما يخص زنا المحارم فقد تم سجيل 12 حالة في 2007 مقابل حالة واحدة في ال08 أشهر من العام ,2008 أما حالات التحريض على الفسق فقد تم تسجيل 12 حالة في العام ,2007 مقابل 04 حالات في ال08 أشهر من العام .2008 كما ضمت أرقاما حول طبيعة العنف العاطفي، حيث تم تسجيل 23 ضحية في 2007 مقابل 33 ضحية في ال08 أشهر من العام 2008 فيما يخص التهديد، وسجل 04 ضحايا في 2007 مقابل 03 في ال08 أشهر من العام 2008 فيما تعلق بالإهانة، أما قضايا السب والشتم فقد تم تسجيل 03 ضحايا في 2007 مقابل 05 ضحايا ل08 أشهر الأولى من العام .2008 وكانت الضابط العامل بمؤسسة الدرك الوطني قد محصت الدور الإيجابي لقرار القيادة العامة لهذا السلاح باتخاذ القرار بإنشاء واستحداث خلايا للوقاية من جنوح الأحداث يكون عملها مشتركا مع المجتمع المدني. موضوع آخر جدير بالاهتمام حمله العدد رقم 12 من مجلة الدركي، وهو الذي عني بدور الحشرات في مسرح الجريمة في التحقيقات الجنائية، والذي أعده الملازم الأول تومي موسى، والذي طاف من خلاله الضابط على تحديد وإبراز أهمية استخدام عينات الحشرات في الدراسة الخاصة بالمساعدة على كشف الأدلة الجنائية التي تعد عماد إدانة وترقب المجرمين، ويمكن من خلالها معرفة وتحديد زمن وفاة الضحية وتقديم الأدلة على أسباب وفاته وملابسات وفاته واحتمال وجود علاقة بين المخدرات أو كان للمواد السامة دورا في ذلك. بالإضافة إلى هذا فقد استرجعت المجلة ذكريات الكفاح المسلح الذي خاضه الشعب الجزائري ودور أحداث ال11 من ديسمبر 1960 والتحام الشعب الجزائري بجبهة وجيش التحرير الوطنيين، مستعرضة رفض الجزائريين للإغراءات الجنرال ديغول ومشاريعه الاقتصادية ودور تلك الأحداث وانعكاساتها داخليا وخارجيا.