زين الدين بن مدخن أن يتظاهر الشعب ضد ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة أو للتنديد باستشراء الفساد والرشوة و المحاباة أو للوقوف ضد العبث بمقدراته أمر معهود وظاهرة صحية تنم عن يقظة الضمير وحيوية الأمة واستعدادها الدءوب للتفاعل مع الأوضاع والمستجدات. لكن أن ينتفض الشعب لحماية الديمقراطية وصون الحرية والدفاع عن من اختاره رئيسا وقلده مفاتيح الجمهورية وبوأه سؤدد إدارة البلاد، لعمرك ذاك قمة الوعي ومنتهى التحضر وغاية الغايات. لقد ضرب الشعب التركي يوم الجمعة بموقفه المؤيد للديمقراطية المنحاز للحرية المؤازر للرئيس المنتخب الرافض نهائيا للحكم الشمولي- المتلبس بعباءة حماية الديمقراطية من على ظهر الدبابة- لقد ضرب أروع الأمثلة وقدم أجمل أنموذج وسطر بالدم القاني إلياذة الانعتاق الأبدي من حكم العسكر وطلق – إلى غير رجعة- احتمالية الانقلاب على اختياراته والسطو على إرادته. فحول المحاصر – بكسر الصاد- إلى محاصر- بفتح الصاد- وانتصر لنفسه بحماية بعضه من بعضه. صدق أردوغان شعبه فصدقه، واستنجد به فأيده، واحتمى به ففداه، فهل يعي الحكام أن تحصين الوطن يكون بتعزيز أواصر الثقة بينهم وبين الشعب، وأن واجبهم أن ينزلوا عند إرادته وأن يحترموا خياراته ويجتهدوا وسعهم في فهمه لأنه وحده بعد – الله- مصدر السلطات يمنح ويمنع، يرفع ويضع، يقدم ويؤخر، يسامح ويحاسب …….فهل يفهمون……؟