بقلم محمد مرواني كم هو هام أن تحتضن ولاية مستغانم عددا من التظاهرات والفعاليات الثقافية والفنية التي يمكن أن تتخذ منها الجمعيات أرضية خصبة لتسويق إبداعاتها ونشاطاتها، ولكن الأهم هو أن الولاية التي تحصي المئات من الجمعيات على اختلاف مشاربها لا يوجد لها بيت يجمعها ويوحد صفها ونظرتها إلى ما هو عام. وماهو عام وتولد من أجله الجمعيات تنموي بالدرجة الأولى واجتماعي في الكثير من جوانب العمل والنشاط، ولكن يغيب هذا في واقع الممارسة بشكل كامل، والأسباب كثيرة يطول الحديث عنها لأنها موجودة في العمق لا في الشكل وهذا نتاج ما أسفرت عنه الذهنية الجزائرية في التعددية السياسية. تبحث كل جمعية وهذا هو المعتاد والمتوقع عن مقر لممارسة نشاطها، ولكن لا يحتاج جمع الجمعيات وتسويق فكر المجتمع المدني وتغليف مصطلع الشراكة مع المجتمع المدني بالسياسة إلى إنجار دور للجمعيات، وهي التي تولد ولا أعمم بعباءات متلونة بين العروشية والولاءات التي تقدم مجانا لأحزاب ""البولتيك"" والمشاركة بكرنفالية في النشاطات الظرفية الفاقدة للرؤية والمنفعة محاصرة فكر التكتل الجمعوي، ولا يمكن أن يجد مكانا على الساحة الجمعوية إلا بانتشال فكر، ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد. بعد هذا الطرح المغيب مستغانم في حاجة إلى تكتل جمعياتها وتبني هي دارها وبيتها الذي يوحد نظرتها إزاء كل ما هو انشغال وحتى العمل التنموي بالولاية في حاجة إلى أن يكون هناك تكتل جمعوي قائم بذاته يناقش بعيدا عن الحساسيات والحسابات الضيقة شؤون التنمية وهموم سكان الولاية وتطلعات نخبها. هذا التكتل الجمعوي الذي يمكن أن يثري ساحة العمل التنموي ويقوي من ثقافة التنمية التشاركية التي تبحث عن آليات تنفيذ يمكن أن يكون منبرا للتشاور والتعاون بين كافة الفاعلين في النشاط الجمعوي وبعيدا عن تزين الديكورات والهرولة وراء التموقع، منبر جمعوي موحد بهذا الشكل يجمع كل طاقات ونخب الولاية يمكن أن ينقل التنمية بمستغانم وواقع النشاط الجمعوي نقلة نوعية. ولا يحتاج بالفعل هذا لتنتظر كل الجمعيات دار للجمعيات وهي موجودة بل يحتاج الأمر لإرادة وثقافة راقية ترتقي فوق تمنيات الناس إلى أن يحمل الجميع نخبا وجمعيات مستغانمية ثقافة خدمة لصالح الولاية والعمل على منفعة مواطنيها.