قامت العديد من الجمعيات الجزائرية من أجل مواجهة الإقصاء والتهميش والإجحاف الذي يتعرض له الجزائريون في عدة قطاعات ومن بين هذه الجمعيات جمعية الوعي والتنمية الاجتماعية، وهي جمعية وطنية ذات طابع اجتماعي ناشطة بأقصى شرق ولاية المدية وللمعرفة أكثر عن نشاطاتها قامت «السياسي» بإجراء هذا الحوار مع رئيس الجمعية عبيدة كريم. بداية أعطِنا فكرة عن تأسيس الجمعية؟ فكرة تأسيس الجمعية هي فكرة شبابية محضة جاءت من غيرة بعض الشباب على واقع بلدهم وهو ما أبرز نخبة من الشباب الطموح من أجل التغيير في بلده ليكون على مستوى الدول المتقدمة، فلازمتنا الفكرة ونحن طلاب بالجامعة خاصة عندما بدأنا نسمع ونلاحظ نماذج عن مكونات المجتمع المدني التي يقتدى بأغلبها وبانضمام أعضاء لهم تجربة في هذا الميدان جسدنا هذه الفكرة في بناء جسم جمعوي برؤية جديدة وسلوكيات مستقيمة وهو ما ترجم حاجتنا نحن كشباب في ظرف حساس وجسدنا ذلك التصور إلى فضاء فعلي حيث كانت بدايتنا بلقاءات غير رسمية ومع بداية 2012 أسست جمعيتنا الوطنية المسماة جمعية الوعي والتنمية الاجتماعية، تحت رقم 48، مؤرخ بتاريخ 21 جويلية 2013، وبذلك أصبحت جمعيتنا التطوعية معتمدة بصفة قانونية تحت هيكلة 22 ولاية. وماذا عن النشاطات التي تقومون بها؟ قد يمكن تسمية هذه النشاطات التي قمنا بها ببرنامج مصغر تتخلله لقاءات خاصة بالجمعية فمن بين هذه النشاطات التي قمنا بها محاضرات وندوات من أجل مد جسور التعاون لتحقيق الأهداف المسطرة للجمعية حيث قمنا بعدة دورات تكوينية لصالح التنمية البشرية وهذا بتجسيدها أولا على أعضاء الجمعية لمعرفة مدى فعاليتها، كما قمنا أيضا بمحاضرة بولاية المدية تتمحور حول بناء الإنسان وهذا بالتنسيق مع مركز تواصل للتطوير الذاتي وهذا بخصوص ذكرى أول نوفمبر التي لم تمر علينا مرور الكرام وهذا على غرار النشاطات الأخرى التي نقوم بها من أجل التنمية الاجتماعية ونشر الوعي. إلى ما تهدفون من وراء هذه النشاطات؟ تهدف جمعيتنا إلى العمل على تنمية وعي المواطن وإدراكه بمهمته تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه وأمته والإنسانية ككل وفقا للغايات والمقاصد التي جاء بها الدين الإسلامي ومقتضيات العصر، كما تسعى لمعالجة ظاهرة التفكك الأسري من جميع الجوانب، والعمل على إعادة دور الأسرة في صناعة المواطن الصالح، وذلك بغرض المساهمة في إنتاج نخبة قادرة على حمل آلام وآمال المجتمع ومستعدة للتضحية، وفي نفس الإطار، تعمل الجمعية مع كل مكونات المجتمع من أجل تكريس قيم التكافل والتضامن والتسامح والتعايش في أوساط المجتمع للوصول به إلى الخيرية، من خلال دعم كل المشاريع التي تهدف إلى تنمية ورقي وأمن واستقرار وسلامة الوطن، عن طريق التواصل مع الشباب بجميع فئاته والاهتمام بمواهبه وقدراته المعرفية، بغية تدعيم النشاطات الهادفة إلى توعية الشباب للاندماج في مسار التنمية المستدامة. وبخصوص الإعانات التي تتحصل عليها الجمعية ما مصدرها؟ نحن لم نتحصل على أي إعانات إلى غاية هذه اللحظة وأما الإعانات التي تعتمد عليها الجمعية لمواكبة عملها الجمعوي فهي من أعضاء الجمعية. وهل من مشاريع مستقبلية تذكر؟ في الحقيقة لنا طموحات أفقية وعمودية فنحن لدينا مؤسسة خاصة للتدريب هي خاصة بأعضاء الجمعية ففي هذا الصدد نأمل بالاشتراك مع مكونات أخرى للمجتمع المدني من أجل مشاريعنا وتطويرها وتوصيلها إلى الأفق. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا. أتمنى أن تكون جمعيتنا «الوعي والتنمية الاجتماعية» مثالا لمكونات المجتمع المدني الذي نحلم الوصول إليه مثل ما نسمع ونشاهد في الدول المتقدمة لأنه في حقيقة الامر يؤسفنا هذا الواقع الذي نراه خاصة مع ارتفاع نسب الآفات الاجتماعية لذا نسعى إلى إتمام رسالة أجدادنا وننظر إلى المستقبل لأنه هو الذي يصنع الحاضر.