يتداول هذه الأيام، خبر موافقة السلطات الجزائرية على إعادة فتح مكتب لحركة المقاومة الفلسطينية حماس بالجزائر، مثلما أشار إليه نائب رئيس "حماس" الدكتور موسى أبو مرزوق الذي يحل ضيفا على الجزائر منذ أيام، فيما ينتظر الكثيرون الإعلان الرسمي لفتح هذا المكتب في ظل التحفظ على مدى صدقية المعلومة. واللافت أنه إذا تأكد إعادة فتح مكتب حركة "حماس" في الجزائر رسميا، فإنه يعد مكسبا آخر للقضية الفلسطينية وجرعة أوكسجين ودعامة إضافية للمقاومة الفلسطينية التي تواجه الكثير من العقبات، خاصة أمام تمادي الصهاينة في انتهاك حق الشعب الفلسطيني في غزة المعاصرة ورغبته الجامحة في تهويد القدس الشريف وتوسيع رقعة المستوطنات.
وتناقلت وسائل إعلام كثيرة هذا الخبر بعد أن صرح القيادي في حركة المقاومة حماس الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، أن السلطات الجزائرية أعطت منذ أشهر الموافقة الرسمية لفتح مكتب بالجزائر بعد خمس سنوات من إغلاقه. وقال أبو مرزوق إن الدولة الجزائرية دولة محافظة تتعامل وفق الرسميات والتشريعات ولا ننكر تعامل الدولة الجزائرية الإيجابي مع السلطة الفلسطينية وهذا يفرحنا، ويتداول أنه قد تم تعيين محمد عثمان أبو البراء مشرفا على هذا المكتب، حيث كانت حركة "حماس" قدمت في السابق طلبا للسلطات الجزائرية من أجل إعادة فتح المكتب وهو طلب حظي بالموافقة والترحيب من الجانب الجزائري. واللافت أن بعض الدول الإسلامية رفضت سابقا طلبا بفتح مكتب تمثيلي لحركة حماس، على شاكلة الحكومة الإندونيسية التى بررت القرار بداعي: "أن علاقات بلاده لا تتمثل مع الفصائل الفلسطينية، وإنما مع الدولة الفلسطينية وأن السفارة الفلسطينية في جاكارتا تمثل كل الشعب الفلسطيني، مبينًا أن الحكومة لا تعارض فعاليات حركة حماس التي تجريها خارج إطار السفارة، لكنها لن تسمح بفتح مكتب مستقل لها". وكان رئيس وفد حماس أبو عمر محمد، طلب مؤخرا من نواب البرلمان الإندونيسي دعمهم لطلب الحركة بفتح مكتب لها في العاصمة جاكرتا.
يشار أن حركة حماس لها مكاتب تمثيلية في عدد من الدول منها الهند، وروسيا، وألمانيا، وكانت حركتا فتح وحماس شكلتا حكومة توافق وطني بناءً على اتفاق المصالحة بينهما.
* مواقع إسرائيلية تعتبر الخطوة عدائية وانتقدت مواقع إسرائيلية هذا الخبر، حيث علقت في مقالات لها قائلة: "تلقت حركة حماس المتشددة في غزة ترخيصا لفتح مكتب لها في الجزائر العاصمة، حسب موقع "موزايك أف أم" باللغة الفرنسية، وسيرأس هذا المكتب أبو البراء الذي يعد من كبار مسؤولي حركة حماس، كما أكد ذلك موقع "NRG" الإسرائيلي الإخباري، وقال أبو مرزوق إن المكتب مفتوح، وأن السلطات منحت الاعتماد". _________________ نائب رئيس حركة "حماس" الفلسطينية موسى أبو مرزوق: "محمود عباس يعرقل مسار المصالحة بين فتح وحماس"
تحدث نائب رئيس حركة المقاومة الفلسطينية حماس موسى أبو مرزوق عن حرص حركته على تحقيق المصالحة الفلسطينية مع حركة "فتح" وإنهاء الانقسام، مشيرا أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعمل على عرقلة هذا المسار برفضه نشر المراسيم المتممة لهذا المسعى ودعوة المجلس التشريعي للانعقاد، معرجا على دور كتائب القسام التى تمكنت حسبه من تدريب قرابة 30 ألف شاب خلال سنة فقط، ما جعل إسرائيل تشترط مصادرة سلاحها لإعادة إعمار غزة، فيما حذر من مغبة تغيير بوصلة العداوة من إسرائيل إلى إيران.
اعتبر موسى أبو مرزوق في ندوة عقدها بمقر حركة البناء الوطني بالعاصمة، أن القضية الفلسطينية هي أشبه القضايا بقضية الجزائر "أن الاستعمار الذي نواجهه في فلسطين واجه مثله الشعب الجزائري إبان الثورة التحريرية، هذا الاحتلال الذي لا يعطي للسكان حقهم ولا يعترف بهم"، معتبرا أن هذه القضية مقدسة وستبقى مهوى الأفئدة إلى قيام الساعة، مؤكد أن هذه القضية التي كثر الحديث عنها أصبحت في وجدان كل مسلم: "أهل الجزائر لهم سهم قديم وسهم حديث وأنتم تشهدون بأن أكثر الدول التي وقفت إلى جانب أهل قطاع غزة كانت الجزائر في مقدمة هذه الشعوب، بل قوافل كسر الحصار التي كانت أهمها قافلة "مرمرة" كانت من أموال الجزائريين، هم الذين اشتروا السفينة والمئونة".
* حماس بذلت كل ما بوسعها لطي ملف المصالحة نهائيا
وأوضح أبو مرزوق أن الموضوع الفلسطيني يحوي ملفات كثيرة أهمها ملف المصالحة: "لا يغيب عن أحد إذا طرحت هذه القضية إلا أن يذكر المصالحة، لماذا نحن مختلفون ولماذا لا ينتهي الانقسام، نقول إن الحركة بذلت كل ما بوسعها وتنازلت على الخاص المتعلق بها من أجل طي هذا الملف، لأننا لا نرى إنجازا سياسيا وغير سياسي والناس منقسمون، هذا الانقسام البغيض يجب أن ينتهي، وبذلنا جهدا لإنهائه، لماذا لم نصل إليه، أقول إننا وقعنا من الاتفاقيات والآليات ما يكفي لتطبيق المصالحة، وكل ما أصبح أمام الرئيس محمود عباس أن يخرج لنا بمراسيم، إلا أنه لم يصدرها حتى اللحظة"، كاشفا أن هذه الاتفاقيات عددها ستة على شاكلة ملف المصالحة المجتمعية وملف الحريات اللذين تركناهما إلى الحكومة لتطبقهما، وملف الانتخابات وافقنا عليه ليبقى على الرئيس أن يطبقه، كما حدد تاريخ الانتخابات المحلية، فما الذي يعيق أن يدعو المجلس التشريعي للانعقاد يشدد أبو مرزوق . وخلال حديثه عن الاتفاق على حكومة وحدة وطنية، اعتبر ذات القيادي أن المصالحة بحاجة إلى إرادة سياسية: "وضعت مشكلتين لا تريد السلطة أن تتجاوزهما، أولها مشكلة الموظفين غير معترف بهم من قبل هذه الحكومة، والقضية الأخرى برنامج الحكومة السياسي، ونحن قلنا بوضوح إن هذا البرنامج هو برنامج وثيقة الوفاق الوطني التي وقعت عليها كل الفصائل الفلسطينية فإذا رفض فإن الحكومة ستكون بدون برنامج"، مذكرا الجميع أن الرباعية الدولية اشترطت ثلاثة شروط للاعتراف بالانتخابات والتعامل مع حماس، أولها الاعتراف بإسرائيل ونبذ الإرهاب والمقاومة، التي يقول رفضناها.
وأشار المتحدث إلى أن: "الآلية الوحيدة لحل المشكلات بيننا وبينهم هي التفاوض ونبذ إدانة المقاومة"، مشددا أن ملف المصالحة بيد أبو مازن: "الحركة وافقت على الانتخابات وأعلنت بوضوح أنها تدعمها وتعمل بكل ما بوسعها لإنجاحها وقررت حماس بأن تدعم قوائم في الضفة الغربية وقطاع غزة، عمادها الكفاءات الوطنية وأن تكون وطنية تمثل الجسم الانتخابي في القرية أو المدينة وأن لا تنزل حماس بنفسها لتمثل هذه القوائم ولكن تشكل من أناس أكفاء"، معتبرا أن الكثير أقلقهم هذا الموقف، الذي دفع العديد من الإطارات المترشيحين إلى الانسحاب من القوائم التي تدعمها حماس بضغط من المخابرات المركزية، متحدثا عن بعض المخالفات التي وقعت في قطاع غزة استنكرتها الحركة في وقتها.
* الانتخابات القادمة وجب أن تكون نموذجية
وأكد المتحدث أن هذه الانتخابات يجب أن تكون نموذجية تعكس الوجه الحضاري للشعب الفلسطيني ورفضه للاحتلال وخياره الأساسي في الاستمرار في المقاومة حتى تحقيق الاستقلال.
قال ذات القيادي البارز: "حماس لا تشجع أي انقسام لأنه يضر بالمقاومة الأساسية لكن هذه الوحدة يجب أن تكون نابعة من الإرادة الشعبية نفسها، ليست مفروضة من الخارج، وليس لتطبيق برنامج خارجي"، مشيرا إلى الورقة التي بعثها أبو مازن إلى القطريين حول رؤيته للمصالحة التى تجاوزت ما اتفقنا عليه".
وقال أبو مرزوق إن مستقبل القضية الفلسطينية مرهون بالشعب الفلسطيني نفسه وبما يجري حاليا في القدس، أمام جهود صهيونية تبذل لتهويدها ومحاولة إحداث تقسيمات وتغيير في الشوارع وقوانين للتضييق على المصلين ومساحة المسجد الأقصى ..الخ، مشددا أن القدس ستبقى عاصمة الأمة الإسلامية، وأن المقاومة ستبقى هي العنوان.
* المسجد الأقصى قضية أمة إسلامية بكاملها
بدوره، قال القيادي البارز في "حماس" أسامة حمدان، إن المطلوب أن نوصل رسالة إلى الجميع أن المسجد الأقصى ليس قضية فلسطينية ولكن قضية أمة بكاملها وإن الاعتداء على هذا المسجد من قبل الصهاينة يعد اعتداء على الأمة بكاملها، معتبرا أن القائلين بأن هذه الأمة هزمت مرة أخرى بسبب فشل ثورات الربيع العربي وعليها أن تجتر تجربة هزيمة لعقدين أو أكثر من الزمن ليس صحيحا بالضرورة، خاصة يقول إذا عرفت هذه الأمة كيفية التعامل مع أوضاعها، داعيا إلى إحداث التغيير الذي يتطلب بذل جهد وعمليات متواصلة ممتدة يمكن أن لا تظهر سريعا، موضحا أن الأمة الإسلامية بإمكانها النهوض من جديد عن طريق سلامة البناء والتربية والانفتاح على المجتمع بكل شرائحه، وألا يوضع بينهم وبين حكامهم حواجز، مضيفا أن حمس اعتادت أن تكون في صف المعارضة، إلا أنها يقول وجب أن تكون كذلك في المشاركة، فيما دعا إلى امتلاك أدوات القوة.