أكد، اليوم، وزير المالية السابق والخبير الاقتصادي عبد الرحمان بن خالفة، أن الاقتصادات الكبيرة للدول المصدرة للنفط تتشابه في مساعيها واستراتيجياتها للحد من آثار تدهور أسعار النفط. وتحدث بن خالفة خلال محاضرته التي قدمها بجامعة محمد بوضياف بالمسيلة بدعوة من النقابة الوطنية للأساتذة الجامعيين، عن المسارات التي تتحكم في هذا التوجه الاقتصادي من خلال التحكم في المالية العامة والميزانيات، وذلك بإعطاء جرعة كبيرة من النجاعة التي لا بد من إدخالها في تسيير المال العام، وفي هذا الاتجاه أوضح بن خالفة أن هناك دولا لجأت إلى تثبيت ميزانياتها، مشيرا إلى أن حجم الميزانيات في هذه دول في حد تنازلي، موضحا أن عوامل التراجع تختلف من بلد إلى آخر، وأن الجزائر أولت اهتماما في هذه المراجعة بالمحافظة على سياستها الاجتماعية والتضامن الوطني. كما تحدث الخبير الاقتصادي عبد الرحمان بن خالفة عن تعبئة موارد بديلة لما كان يأتي من المحروقات ومن خلال الاحتواء المالي والجبائي وفتح رساميل الشركات أو الاستدانة من الأسواق الخارجية. وفي ذات السياق تحدث بن خالفة عن ضرورة التغييرات الهيكلية للاقتصادية من خلال إعادة النظر في حوكمة القطاع العام والنظام الضرائبي والمعالجة الاقتصادية للقطاع غير مهيكل ومراجعة التشريعات التي تمس الاستثمارات وحركة رؤوس الأموال، وأشار بن خالفة إلى انه من الضروري خلق نموذج اقتصادي جديد في ظل التحولات التي تعرفها الجزائر، وكذا بالنظر لما يحدث في معظم دول العالم. وتحدث بن خالفة خلال محاضرته بجامعة محمد بوضياف حول تجديد الاستراتيجيات الاقتصادية للبلدان النفطية عن تجارب البلدان النفطية التي تأثرت بتقهقر أسعار النفط، وكذا النظر في تجديد الاستراتيجيات الاقتصادية لهذه البلدان بما فيها الجزائر. وأوضح بن خالفة أمام طلبة كلية العلوم الاقتصادية والتجارية أن المرحلة القادمة تتطلب استغلالالأقصى لما تم الاستثمار فيه، مؤكدا أن الجزائر تعد بلدا يملك اكبر مخزون من الاستثمارات في المنطقة. كما تحدث الخبير الاقتصادي عن الاقتصاد الخدماتي والمنتوجات البديلة. للإشارة، الندوة العلمية حول تجديد الاستراتيجيات الاقتصادية للبلدان النفطية عرفت حضورا مميزا للطلبة والأساتذة، وكذا تكريم الوزير السابق للمالية من قبل النقابة الوطنية للأساتذة الجامعيين بحضور نواب رئيس الجامعة وعميد كلية العلوم الاقتصادية والأمين العام للجامعة. محمد دحماني