جرت امس محاكمة 9 شبان جنائيا، بينهم ثلاثة يتواجدون بسوريا ينشطون ضمن تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام "داعش"، حيث كشفت الجلسة كيف يتم التوغل في الجزائر إلكترونيا عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة تطبيق "تيلغرام" للتهرب من المراقبة الأمنية للمكالمات التي تدور بين عناصره وتمكنه من تجنيد مجموعة من الشبان أوكل لهم مهمة التجنيد ودعمه بفتيات جزائريات وتصوير مواقع حساسة منها ثكنة الدرك الوطني عن طريق ألعاب أطفال مزودة بكاميرات، حيث تورط في قضية الحال طالب جامعي، راقي، موظف بمؤسسة سيال وآخر بشركة النقل العمومي، نسبت اليهم جناية محاولة الانخراط في جماعة إرهابية تنشط بالخارج، والإشادة بالأعمال الإرهابية وتشجيعها وتمويلها. وقد ورد في قرار الاحالة ان المتابعة القضائية انطلقت شهر مارس من سنة 2014 عندما تلقت مصالح الشرطة القضائية لأمن ولاية الجزائر معلومات مفادها وجود شخص ينشط على مواقع التواصل الاجتماعي بحساب "أبو دانيال حذيفة" ويمجد العمليات الإرهابية لتنظيم داعش، كما انه على تواصل مع شخص جزائري التحق بالتنظيم يدعى "أبو دجانة البتار" وتبادلا عدة رسائل، منها شكره من طرف الأخير على نجاحه في تجنيد شخص يدعى "لموشي" الذي يعد أحد القياديين في التنظيم ويكنى ب"أبو حفص الجزائري" وتمكينه من الالتحاق بالتنظيم، إلى جانب مطالبه بإيصال سلامه لعناصر التنظيم الموجودين بسوريا، وتوصلت التحريات إلى تحديد هوية "أبو دانيال" ويتعلق الأمر بالمدعو "غ. الهادي" تقني في الإعلام الآلي، ليتم توقيفه وحجز بمنزله على وحدة مركزية وشاشة كمبيوتر مزودة بعدة مناشير تمجد تنظيم داعش، الذي أدلى بهوية جميع المتهمين الذين كان يتعامل معهم من بينهم "م. فارس" المكنى "أبو دجانة البتار"، و"ف.م" و"ح. محمد" الذين ساعدهم في الوصول إلى معاقل التنظيم بعدما قدم لهم المساعدة لاستخراج الجوازات وتأشيرات السفر إلى تركيا، ومنح لكل واحد منهم مبلغ 500 دولار، والتي كان يتحصل عليها من عند شخص ينحدر من ولاية سطيف ويكنى "الشينوي" مهمته دعم التنظيم ماديا، عجزت مصالح الأمن في تحديد هويته، وهذا بعدا إيهامهم بأنه سيقوم بمرافقته، لكن بمجرد وصولهم إلى المطار يتحجج لهم بأي عذر ويعدهم بالالتحاق بهم قريبا، غير أن مهمته كانت التجنيد فقط، كما صرح بهوية باقي المتهمين الستة الذين تم توقيفهم.
* ضبط تقنيات تكنولوجية وصور لمنشآت الدولة وعدة شخصيات وقد اصدرت محكمة الجنايات احكاما متباينة بين 5 و8 سنوات سجنا نافدا، فيما التمس ممثل النيابة العامة عقوبة 10 سنوات لاستدلاله بما جاء في الملف، خاصة ما يتعلق بالمحجوزات، حيث ضبط بحوزة المتهمين الموقوفين جوازات سفر وتأشيرات السفر إلى تركيا التي تعد المعبر الوحيد للتسلل إلى الأراضي السورية للالتحاق بتنظيم داعش، وفيديوهات وصور للعمليات الإرهابية التي ارتكبها التنظيم، وعدة صور لمنشآت الدولة على غرار مركز الدرك الوطني، وأحد الملاعب، وصور لعدة شخصيات منها "علي بلحاج" وعدة شعارات خاصة بتنظيم داعش وشرائط فيديو، ولوحات رقمية، وذاكرة خارجية "فلاش ديسك" ووثائق تشرح كيفية صنع العبوة الناسفة، وكذا صور لأهم قيادي التنظيم، واستمارة فارغة مدون عليها الدولة الإسلامية، وتسجيلات صوتية لأناشيد ومحاضرات للمدعو "خالد الراشد" وكذا صور لبعض الطائرات الصغيرة والسيارات التي تلتقط الصور بسرية تامة. كما تبين أيضا أن تنظيم داعش لجأ الى تطبيق "تليغرام" عن طريق استغلال تقنية "3 جي" بالهواتف النقالة وإلى عباقرة تكنولوجيا المواقع الإلكترونية لتأمين إتصالاته وكذا مواكباته لأهم تقنيات التصوير المنصوبة داخل ألعاب الأطفال على غرار الطائرات دون طيار التي تلتقط بسرية تامة أهم الأماكن المستهدفة وكذا استغلالها لرغبة الشباب في الهجرة. إسلام. ي