لا تزال التقارير الدولية ترى الجزائر واقتصادها بعين سوداوية متشائمة، رغم ردود ممثلي الحكومة عليها في كل مرة وتقديم تبريرات مفندة للمعطيات المغالطة للواقع التي تقدمها هذه التقارير، فبعد تصنيف مجلة "فوربس" الامريكية الذي وضع الجزائر في خانة أسوأ تسع دول في العالم منذ يومين، جاء تقرير "ماست ريبيتابل كونتري" الأمريكي الذي يصنف البلدان على أساس السمعة، ليضع الجزائر في المرتبة 64 عالميا بين 70 دولة، وتقرير شركة "اجيلتي" الدولية للمخازن العمومية التي صنفت الجزائر في المرتبة ال31 وفي مرتبة متأخرة بالمغرب العربي في مؤشرها اللوجستي للأسواق الناشئة. وحسب المعايير الأساسية التي اعتمد عليها تصنيف "ماست ريبيتابل كونتري" الأمريكي للسمعة التى تحظى بها البلدان عند القوى الاقتصادية الكبرى في العالم، والتي تضع جمالية البلد وكرم شعبه وأسلوب الحياة الجذاب والمتعة والأمن، وأخلاقيات الدولة، وفعالية الحكومة والسياسات الاجتماعية والاقتصادية، فان الجزائر تاتي متاخرة نوعا ما في منطقة المغرب العربي وفي العالم بشكل عام بعدما حلت في المركز 64 عالميا برصيد 40.52 نقطة من بين سبعين دولة شملها التقرير، وهذا استنادا على معايير التسامح والسلامة ومستوى المعيشة وجذب السياح، وعدم انتشار التعصب والتطرف الديني، والعلاقات الخارجية السيئة كذلك. وحلت المغرب في المرتبة الأولى بين بلدان العالم العربي في هذا التقرير والمرتبة 39 عالميا بما مجموعه 51.99 نقطة، متقدما على دول مثل اليونان التي حلت في المرتبة 40، اما على الصعيد العربي جاءت الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الثانية عربيا و46 عالميا، ثم قطر ثالثة حيث حلت في المركز 53 عالميا، فمصر التي جاءت في المرتبة 55 عالميا، متبوعة بالجزائر التي حلت في المركز 64 عالميا، ثم المملكة العربية السعودية التي جاءت في التصنيف 67 عالميا، فالعراق التي جاءت في الرتبة الأخيرة، فيما لم يشمل التقرير كلا من تونس وموريتانيا وليبيا. وعلى المستوى العالمي، منح تقرير المعهد الأمريكي السويد أفضل سمعة بين دول العالم، برصيد 78.34 نقطة، وكندا في المرتبة الثانية ثم سويسرا في المرتبة الثالثة. بالمقابل صنف المؤشر اللوجيستي للأسواق الناشئة الصادر عن شركة "أجيليتي" العالمية لسنة 2016، الجزائر في المرتبة ال31 عالميا، وعلى الرغم من التقدم الذي أحرزته سنة 2015 الا ان الشركات العالمية لا تزال ترى الجزائر متاخرة كسوق ناشئ، فيما احتلت مصر المرتبة ال20 والمغرب ال 22 أعلى تصنيفا ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والأردن في المرتبة ال 33 أما تونس التي جاءت في المرتبة ال42 فقد تراجعت خمسة مراكز عن نتائج مؤشر العام الماضي، بينما تراجعت كل من ليبيا (46) ولبنان (47) ثلاثة مراكز، فيما جاءت الصين والهند بالمرتبتين الاولى والثانية على الترتيب ومن بين دول الخليج حلت الإمارات في المرتبة ال3 والسعودية في المرتبة ال5، ثم قطر في المرتبة ال12 تليها عمان بالمرتبة ال13، بينما حققت البحرين أعلى تقدم لها في المؤشر لتتقدم 5 مواقع وتسجل المرتبة ال23، وهي واحدة من كبرى القفزات التي تم تسجيلها على المؤشر هذا العام. ليلى عمران