* على المؤسسات العمومية والخاصة التضافر للنهوض بالاقتصاد الوطني * برج بوعريريج من أكبر الأقطاب الصناعية في إفريقيا * نجاح "جيون" إلكترونيك بفضل الجدية في العمل والتفاهم بين أفراد طاقمها * جودة المنتوج المحلي ستنافس المنتوج الأجنبي في السنوات القادمة * الجدية في العمل هي سر النجاح…وهذه هي سياسة "جيون" إلكترونيك استطاعت شركة "جيون إلكترونيك" فرض تواجدها في السوق الجزائرية، بمنتجات متنوعة ذات جودة عالية، وهذا ما أكسبها ثقة المستهلك الجزائري، الذي يبحث دائما عن الجودة والنوعية والأسعار المعقولة. وعن أهمية الدفع بدواليب الاقتصاد الوطني، وعن دور الشركات العمومية والخاصة في ترقية السوق الوطنية ومسائل أخرى، يحدثنا المدير العام لمجمع "جيون"، عبد الكريم مباركية، ومدير التسويق بنفس الشركة، جعفر صادو، في لقاء جمعهما ب "الحوار".
*عرفانا أكثر بشركة "جيون" وكيف كانت البداية؟ – بداية "جيون إلكترونيك" كانت في 2007، وكانت الشركة في بداياتها تعتمد على الاستيراد، بعدها بدأنا في التصنيع، البداية طبعا كانت صعبة نظرا لصعوبة الاستثمار آنذاك، لكن الاسم التجاري لشركة "مباركية" ساعدنا كثيرا في تسويق المنتوج وتحقيق نجاح كبير في الولوج بقوة إلى السوق الجزائرية. *هل واجهتم عراقيل ميدانية في محطتكم الأولى في مجال الاستثمار؟ -في أي مجال توجد عراقيل، لكن بفضل الإرادة الكبيرة لمؤسسي شركة "جيون" وطاقمها المتفاني وإصرارهم على تحقيق حلم صناعة اسم "جيون" لتصبح ماركة رائدة في السوق الجزائرية، حققنا هذا النجاح بإرادة أقوى تغلبنا على العراقيل التي كانت موجودة في الميدان وهي إرادة كبيرة ساهمت في إنجاح "جيون إلكترونيك"، واليوم "جيون" متواجدة بقوة في السوق الجزائرية بمنتجات متنوعة ذات جودة عالية وبأثمان معقولة في متناول الجميع.
*هل قانون الاستثمار أعطى تحفيزات إيجابية للمستثمرين الخواص؟ -ننتظر أن تكون هناك مجهودات أخرى في قانون الاستثمار، لأن هناك فرق كبير بيننا وبين الدول الأخرى التي يكون فيها قانون الاستثمار كمحفز ودافع قوي لتشجيع مختلف المستثمرين، نتمنى أن تكون هناك قوانين أخرى تساعد أكثر المستثمر الجزائري من أجل تطوير وتنمية الاقتصاد الوطني. الدولة قدّمت لنا الكثير بفضل التسهيلات التي تمنحها لمختلف المستثمرين، وتبذل جهدها من أجل إنجاح الاستثمار في الجزائر من خلال تشجيعها لجميع الشركات والمؤسسات بهدف تطوير المنتوج المحلي، لكننا نتمنى أن تكون هناك تسهيلات أخرى فعالة، خاصة في مجال التصدير، بالإضافة إلى الصعوبات الكبيرة التي تواجهنا بسبب نقص العقار الصناعي، لأننا عندما نطالب بعقارات لتشييد مناطق صناعية جديدة نتلقى صعوبات كبيرة من هذا الجانب، لهذا نتمنى أن تكون هناك تسهيلات في هذا المجال على المستوى القريب.
*"جيون" من بين أحسن المؤسسات الجزائرية المختصة في صناعة الإلكترونيك، كيف حققتم هذا النجاح؟ – في عشرة سنوات استطاعت "جيون إلكترونيك" فرض اسمها في السوق الجزائرية، وهذا ما لم تستطع تحقيقه شركات أخرى لها أكثر من عشر سنوات ورغم ذلك لم يحققوا نجاح كالذي حققته "جيون"، هذا فضل من الله أولا، ثم بفضل الإرادة القوية ومثابرة الشركة وعملها الجدي والمتفاني، والتفاهم القوي القائم بين أفرادها. *ماهي الإستراتيجية التي تعتمدونها في ترويج منتجاتكم على المستوى الوطني، وهل تفكرون في التوجه إلى التصدير؟ -حاليا لنا عدة فروع على المستوى الوطني، سياستنا هي أن نفرض تواجدنا في السوق الجزائرية بمنتوجات ذات جودة عالية وبأسعار معقولة بعد التموقع القوي في السوق الجزائرية. "جيون" ستتجه إلى السوق العالمية بكل ثقة وبمنتج ذي نوعية عالية لتشريف الجزائر وتنمية الاقتصاد الوطني، وكذا تخفيض فاتورة الاستيراد.
*ماهي المنتجات الخاصة بشركة "جيون إلكترونيك"، وكيف وجدتم الاستثمار في مجال صناعة الإلكترونيك؟ -الصناعة الإلكترونية في الجزائر اليوم، أثبتت مكانتها، فهي تحتل المرتبة الأولى إفريقيا، لا أظن أن هناك مدينة في إفريقيا كمدينة برج بوعريريج من حيث تميزها بصناعة إلكترونية مشهورة وذات جودة. "جيون" إلكترونيك بدأت الصناعة الإلكترونية وحققت نجاحا كبيرا، وبعدها دخلنا في مجالات أخرى كالثلاجات والمكيّفات والهواتف النقالة وغيرها.
*على ذكركما الهواتف النقالة، كيف تقيّمان تجربتكم في هذا الميدان، وهل حققت الشركة نجاحا في هذا المجال بالنظر إلى المنافسة القوية في الأسواق؟ لسنا مختصين في صناعة الهواتف النقالة، لكن كبداية سننجح فيها مثل بدايتنا مع المنتجات السابقة، سياستنا في إنتاج أي منتج تعتمد على التركيز عليه إلى غاية تطويره ليلقى نجاحا في الأسواق، وخطوة بخطوة سنصل إلى الأهداف المرجوة. نحن لسنا مختصين في الإلكترونيك فقط، لكن مختصين أيضا في صناعة المواد الغذائية، مواد البناء وغيرها. المجمع يسير بخطى ثابتة، و "جيون إلكترونيك" تحتل المراتب الأولى في السوق الجزائرية. برج بوعريريج اليوم، تسمى باليابان الصغير، نظرا للنشاط الصناعي الكبير التي تشهده، والملاحظ أن سكان برج بوعريريج محبين لعملهم، يتميزون بجديتهم في العمل وإصرارهم المتواصل على النجاح، علاقة العمال بنا نحن كمسؤولين تعدت علاقة الصحبة إلى الأخوة. بفضل جديتهم في العمل، استطاعت "جيون إلكترونيك" تحقيق هذا النجاح. وتسويق المنتوج يعتمد على النوعية التي يجب أن يتميز بها، لأن الجودة والنوعية هي أساس نجاح أي منتج، الجدية هي سر النجاح وهذه هي سياسة "جيون إلكترونيك".
*هل هناك مشاريع مستقبلية لإنتاج منتجات إلكترونية أخرى؟ – لنا مشاريع أخرى في مجال الإلكترونيك، ونسعى إلى التوسع أكثر في مختلف الأسواق. "جيون إلكترونيك" إلى غاية سبتمبر القادم ستدعم طاقمها بأكثر من 700 عامل. المشكل يكمن في نقص العقار، وأتمنى أن تكون هناك تسهيلات للتوسع أكثر، وإضافة وحدات صناعية أخرى، بدأنا الاستثمار في مجال الطاقة الشمسية وصناعة اللوحات الشمسية لأنها ضرورة ولابد منها من أجل استغلال الطاقات المتجددة.
*ماهي نظرتكما للمنتوج المحلي والسوق الجزائرية في السنوات القادمة؟ – جودة المنتوج المحلي في السنوات القليلة القادمة ستنافس وبقوة كبيرة المنتجات الأجنبية، وستكون هناك منافسة أيضا في الأسعار لتكون في مستوى المستهلك الجزائري. ستكون منافسة قوية من أجل تطوير الإنتاج وتخفيض الأسعار، والشركات الأجنبية ستفقد مكانتها في السوق الجزائرية بسبب جودة المنتوج المحلي. المستهلك الجزائري اليوم، أصبح لديه ثقة كبيرة في المنتوج الجزائري، هذه الثقة التي لم تكن موجودة من قبل لأن نوعية المنتوج لم تكن في المستوى المطلوب. بفضل تطور جودة المنتجات تطورت علاقة المستهلك مع المنتوج المحلي، ونفتخر كثيرا لأن الجزائريين وضعوا ثقتهم في المنتج المحلي. اعتقاد الكثير بأن ماركة "جيون" أجنبية دليل على أن "جيون" إلكترونيك اليوم، تنافس الماركات الأجنبية بنوعية عالية ذات جودة، حيث فرضت نفسها في السوق الجزائرية، وفي السنوات القليلة القادمة ستفرض نفسها في الأسواق الخارجية وسننافس المنتوج الأجنبي. الشركات الجزائرية الكبرى بدأت في التوسع عالميا، وهذا فخر كبير لنا، من أجل النهوض بالاقتصاد الوطني. *كلمة أخيرة. المنتجات الجزائرية بدأت بفرض نفسها في الأسواق، وهذا دليل على تطور النوعية والجودة، نتمنى تضافر جهود كل المؤسسات العمومية والخاصة لتنمية الاقتصاد الوطني وتشريف الجزائر في الداخل والخارج. حاورتهما: سمية شبيطة