ستتعزز المكتبة العربية قريبا ولأول مرة باصدار الترجمة العربية للأعمال الكاملة للشاعر الفرنسي شارل بودلير التي انجزها وقدم لها للشاعر المصري رفعت سلام وذلك عن دار الشروق القاهرية. تتميز المجموعة الشعرية المترجمة التي جاءت في 700 صفحة بمقدمة المترجم وضعها تحت عنوان «شاعر الشعر الجميل»، تناول فيها المرتكزات الأساسية في التجربة الشعرية لمؤسس الحداثة الأوروبية، بودلير. اضافة الى نبذة عن سيرة الشاعر ومشواره الشعري مرفوقة بترجمة مقالة للشاعر الفرنسي بول فاليري بعنوان «موقف بودلير''. وعنيت الترجمة في اولها بالديوان الشهير لبودلير «أزهار الشر» (طبعة 1861)، وهي آخر طبعة للديوان أشرف عليها بودلير بنفسه، بعدها جاء ديوان «البقايا» الذي صدر في العاصمة البلجيكية بروكسيل عام .1866 كما يشمل الاصدار اضافات وردت في الطبعة الثالثة من «أزهار الشر» التي صدرت عقب وفاة بودلير (1868)، فضلاً عن «قصائد الشباب». وتفرد الترجمة قسماً خاصاً للقصائد الهجائية التي كتبها بودلير عن تجربته البلجيكية، وهي نادرة في طبعات أعمال بودلير الفرنسية. وعقب الانتهاء من القصائد «المنظومة»، يقدم الكتاب ديوانه «سأم باريس» الذي أسس لقصيدة النثر الأوروبية والعالمية. وترصد المقدمة ? التي كتبها المترجم ? تاريخ هذا الديوان الذي صدر بعد وفاة شاعره الشهير، ضمن طبعة أعماله الكاملة التي أشرف عليها أصدقاؤه الشعراء، وفي قسم «الملاحق» يقدم الكتاب مشاريع مقدمة «أزهار الشر» ومشاريع الخاتمة، التي استمدها المحققون الفرنسيون من أوراق بودلير، ووثائق محاكمة بودلير لدى صدور الطبعة الأولى من «أزهار الشر». ولم يغفل الكتاب ترجمة المسودات التي خلفها بودلير في ما يتعلق بديوانه «سأم باريس'' وكذا شهادات لشعراء ونقاد فرنسيين في ما يتعلق بتجربة بودلير الشعرية، وإضاءات دقيقة لتفاصيل قصائده المختلفة، ورصد للتعديلات التي أجراها عليها، من طبعة إلى أخرى، وقاموس للأعلام والمصطلحات الواردة في الكتاب. ومع ان هناك ترجمات سابقة متفاوتة لبعض قصائد بودلير، وبخاصة من ديوانه «أزهار الشر» وديوان «سأم باريس»، الا انها المرة الأولى التي تصدر فيها الأعمال الكاملة بالعربية، مع الملاحق الضرورية من اجل التعمق في تجربة الشاعر الذي أسس الحداثة الشعرية الفرنسية والأوروبية.