انطلقت مساء أمس في جزيرة هوكايدو اليابانية أشغال قمة افريقيا مع مجموعة الثماني حول موضوع التنمية في إفريقيا بمشاركة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بصفته ممثلا للقارة الإفريقية الى جانب الرؤساء المبادرين بالشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا '' النيباد " . ورجحت مصادر سياسية وإعلامية من هناك، أن يكون ملف تنمية إفريقيا أحد المواضيع الرئيسية للقمة المذكورة . إضافة الى بقية الأولويات التي تتمحور حول البيئة والتغيرات المناخية فضلا عن وضع الاقتصاد العالمي، يضاف إليها الأزمة الغذائية من بين المسائل الهامة الأخرى التي سيتم تناولها. ونقلت أمس وكالة الأنباء الجزائرية، أنه من المرجح ان تتدارس قمة الثمانية الكبار التي تترأسها اليابان مسألة الاستثمار في إفريقيا، حيث جرى الاتفاق من طرف الأفارقة على إضفاء '' عدالة أكبر '' على المبادلات التجارية. وتأتي هذه القمة، التي ستضم علاوة على الرئيس بوتفليقة ستة رؤساء دول افريقية آخرين (جنوب افريقيا وأثيوبيا وغانا ونيجيريا والسنيغال وتنزانيا) وكذا رئيس الاتحاد الإفريقي وبلدان مجموعة ال8 سيتم للتطرق إلى السياسة الإفريقية خاصة في مجال التربية ومكافحة الأوبئة. كما سيناقش القادة الأفارقة موضوع مكننة الفلاحة والإنصاف في المساعدات وكذا متطلبات دعم البلدان الإفريقية لمواجهة آثار التغيرات المناخية وتأثيرها على التنمية الاقتصادية البشرية. ويعد وضع الاقتصاد العالمي من بين الأولويات الأخرى، كما ستكون الأزمة الغذائية من بين المسائل الهامة التي سيتم تناولها أيضا. و كان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد أكد أمس الإثنين بطوياكو لايك بجزيرة هوكايدو (اليابان) ضرورة إعادة النظر في سير آلية التنمية النظيفة المنبثقة عن بروتوكول كيوتو توخيا لتيسير وصول البلدان الإفريقية للموارد المتوفرة في هذا الإطار. وأوضح رئيس الجمهورية في كلمة حول مسألة التغيرات المناخية ألقاها خلال لقاء مجموعة الثمانية/إفريقيا أن '' إفريقيا تبقى تعاني التهميش في تمويل المشاريع في إطار هذه الآلية" . وفي هذا الصدد أشاد رئيس الجمهورية بإطلاق صناديق استثمار جديدة ومنها صندوق الطاقة النظيفة وصندوق الاستراتيجية المناخية فضلا عن سائر المبادرات التي اتخذها أعضاء مجموعة الثمانية. وأضاف أنه '' تأتى لندوة بالي المنعقدة في ديسمبر 2007 تسجيل تقدم خاصة فيما يتعلق بمكافحة انحسار الغطاء الغابي ومساعدة البلدان النامية في جهودها متوخية التكيف مع التغيرات المناخية ونقل التكنولوجيات النظيفة " . وأعرب في هذا السياق عن أمله في أن '' تتمكن المجموعة الدولية من التوصل في أقرب الآجال إلى اتفاق حول النظام المناخي العالمي الجديد لما بعد كيوتو " . ومن جهة أخرى أكد الرئيس بوتفليقة أن تبعات هذه الظاهرة تلحق '' الضرر الفادح '' بدينامكية التنمية في إفريقيا، مبرزا أن '' ظاهرة التغيرات المناخية إذ تتظافر مع فقدان التنوع البيولوجي وانخفاض الإنتاج الفلاحي في سياق تطبعه الأزمة الغذائية العالمية تتسبب في مزيد من المعاناة للشعوب الإفريقية " . كما أضاف أن '' تفاقم ندرة الماء الشروب واستشراء الأوبئة وتزايد عدد المهاجرين والنازحين بفعل عوامل إيكولوجية تشكل من جهة أخرى وبجملتها مظاهر تقيم بجلاء الدليل والبرهان على ضعف جانب القارة الإفريقية وهشاشتها حيال التغيرات المناخية، في حين أنها بالمقابل القارة الأقل تسببا في هذه الظاهرة " .