تصدر تحالف "أنجيلا ميركل" المحافظ الانتخابات امس، واضعاً المستشارة الألمانية في قيادة البلاد لولاية رابعة في سابقة وصفت ب "التاريخية". وأشارت استطلاعات الرأي التي نشرت على مدار اليومين الماضيين إلى تصدر الاتحاد المسيحي (يمين وسط) بزعامة ميركل، ب34% من نوايا التصويت، يليه حزب الاشتراكيين الديمقراطيين ب21%، والبديل (يمين متطرف) 13%، واليسار 11%، والديمقراطي الحر 9%، والخضر (يسار) 8%. فيما حصلت أحزاب صغيرة على 4%. وستعمل المستشارة الألمانية على تشكيل حكومة ائتلافية، وهي عملية وصفت ب "الشاقة" والتي قد تستغرق شهور حيث أن دخول اليمين المتطرف إلى البرلمان عكر عليها فرحة الانتصار، فهي ستضطر لتكوين ائتلاف غير مستقر لتشكيل حكومة جديدة بعد أن فقد تيارها المحافظ الكثير من التأييد. — مفاجأة البديل من جهة أخرى فاجأ حزب "البديل من أجل ألمانيا" المناهض للهجرة المؤسسة الحاكمة بحصوله على أكثر من 13 بالمائة من الأصوات حسبما أظهرت النتائج غير الرسمية، وهي نتيجة ستؤدي إلى دخول حزب يميني شعبوي البرلمان الألماني لأول مرة. وأصبح تكتل ميركل المحافظ أكبر حزب في البرلمان ولكن بحصوله على نحو 32,9 بالمائة فقط من الأصوات تراجع معدل التأييد له إلى أدنى مستوى منذ عام 1949 الذي شهد أول انتخابات عامة في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، بحسب الوكالة الألمانية "دوتشيه فيلا" . ومن المرجح الآن على ما يبدو بعد أن أصبح البرلمان مجزأ أن تشكل ميركل ائتلافا ثلاثيا صعبا مع الحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) المؤيد لقطاع الأعمال وحزب الخضر الذي يضع حماية البيئة في صلب اهتماماته. وقالت ميركل إن نجاح اليمين الشعبوي اختبار للألمان. وأضافت المستشارة "بالطبع كنا نتمنى نتيجة أفضل قليلا. ولكن علينا ألا ننسى أننا انتهينا للتو من فترة تشريعية كانت تمثل تحديا غير عادي، ولذلك فإنني سعيدة لتحقيقنا الأهداف الإستراتيجية لحملتنا الانتخابية". وأضافت "إننا أقوى حزب ولدينا التفويض لتشكيل الحكومة المقبلة". –أطول فترات الحكم ورغم تراجع التأييد لحزبها، سوف تنضم ميركل إلى أطول زعماء أوروبا بقاء في السلطة وهو المستشار الأسبق الراحل هيلموت كول مرشدها الروحي الذي أعاد توحيد ألمانيا وكونراد أديناور الذي قاد ميلاد ألمانيا من جديد بعد الحرب العالمية الثانية بوصفهم المستشارين الثلاثة الوحيدين الذين فازوا في أربعة انتخابات عامة. أما شريك ميركل الحالي في الائتلاف الحكومي، الحزب الاشتراكي الديمقراطي، فسارع إلى التأكيد أنه قرر الانتقال إلى المعارضة وأنه غير مستعد للدخول في ائتلاف حكومي جديد. وقد أكد ذلك رئيس الحزب ومرشحه لمنصب المستشار مارتن شولتس الذي قال "من الواضح تماما أن تكليف الناخبين لنا هو تولي مهام المعارضة". ومع رفض الاشتراكي الدخول في ائتلاف حكومي واسع مع ميركل، بات عليها أن تسعى لكسب تأييد الحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) الذي حصل على 10,6 بالمائة من أصوات الناخبين وحزب الخضر الذي حصل على نحو 8,9 بالمائة من الأصوات، وتشكيل ائتلاف حكومي ثلاثي معهما. ولكن ذلك لن يكون سهلا، نظرا للتباين بين برامج هذه الأحزاب وخاصة الخضر الذي لن يكون شريكا حكوميا سهلا. وتجدر الإشارة إلى أن حزب اليسار حصل على 9,1 بالمائة من الأصوات، وهو ايضا سيبقى في صفوف المعارضة.