يبدو أن الأحزاب السياسية لم تنتظر وصول الموعد الرسمي لإطلاق الحملات الانتخابات لمباشرة حملاتها الانتخابية، بل اختارت مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة بديلة للترويج لنفسها، حيث تشهد الساحة السياسية المحلية منذ أيام حملة انتخابية مسبقة على صفحات التواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي للترويج لمرشحيها بما يمكنها من استهداف أكبر عدد ممكن من الناخبين، تحسبا لانتخابات تجديد المجالس البلدية والولائية، وانطلقت الحملة الانتخابية للانتخابات المحلية قبل موعدها القانوني من خلال الصفحات الرسمية للأحزاب المشاركة خاصة الموالية منها على غرار التجمع الوطني الديمقراطي "الارندي" الذي يعتمد على هذه المساحات الافتراضية لترويج برنامجه، والشيء نفسه لغريمه جبهة التحرير الوطني "الأفلان" وغيرهما من التشكيلات الحزبية التي قررت المشاركة في هذا المحطة الانتخابية التي ربطها البعض من المتتبعين للشأن السياسي برئاسيات 2019. ولكسب تأييد أكثر من 23 مليون ناخب، ارتأت هذه التيارات الحزبية دخول المنافسة الانتخابية من بوابة الفضاء الأزرق كوسيلة فعالة لتمرير أفكارها وبرامجها التي أعدتها لتنشيط الحملة الانتخابية التي ستنطلق قريبا. وعلى ما يبدو فإن جل الأحزاب السياسية أدركت مدى فعالية مواقع التواصل الاجتماعية في تجنيد قاعدتها النضالية واستقطاب ناخبين جدد لصفوفها قبل تنشيط خرجات ميدانية وحمالات جوارية للتقرب من الموطن، ولجأت الأحزاب والقوائم المستقلة على حد سواء إلى العالم الافتراضي لتنشيط الحملة الانتخابية التي انطلقت عبر وسائط التواصل الاجتماعي حتى قبل موعدها الرسمي الذي حددته السلطات وعمدت تشكيلات سياسية حزبية وأخرى مستقلة لإطلاق صفحات لها على الفيسبوك، حيث قامت بتقديم قوائمها ونشرها على نطاق واسع مرفوقة بتصورات هذه التشكيلات السياسية للحلول الممكنة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. وفي سياق آخر، استغل العديد من رؤساء البلديات أعضاء المجالس الولائية المنتهية ولايتهم والذين ترشحوا لولاية جديدة، صفحات فيسبوك لتقديم حصيلتهم السابقة وشرح أهدافهم وما ينوون القيام به في حال تم انتخابهم مرة أخرى. استخدام الفضاءات الإلكترونية بشتى أنواعها، خصوصا "فيسبوك" و"تويتر"، هي طريقة مثلى للدعاية التي تنتهجها بعض الأحزاب السياسية حتى قبل الحملة الانتخابية، لقدرتها على الوصول إلى الملايين في وقت قصير وتفوقها على النشاطات الميدانية والفضاءات المغلقة كالقاعات والمداومات، غير أن الملفت للانتباه أن الحملة الانتخابية في الفضاء الأزرق لا تعني أنها "مجدية" بما يمكن الأحزاب كسب المعركة من خلالها، خصوصاً إن علمنا أن المواطن عرف في السنوات الأخيرة بعزوفه عن الانتخاب، وفقدانه الثقة بممثليه في المؤسسات المنتخبة، لا سيما البلدية منها. وعليه فإن المرشحين مطالبون بإقناع أكبر شرائح المجتمع بالذهاب للاقتراع وكسب "ودهم" أيضاً، ولذلك بات استغلال مواقع التواصل الاجتماعي واقعاً مفروضاً، خصوصاً في أوساط الشباب المعروف عنه العزوف عن السياسة ومقاطعة الانتخابات. جمال مناس