أرجع مثقفون غياب النخبة الجزائرية من كتاب وشعراء وأدباء عن الساحة السياسية خاصة في الاستحقاقات المزمع إجراؤها غدا إلى العديد من الأسباب، لكنهم اتفقوا أ ن المثقف الجزائري يمارس نوعا من التهميش على نفسه ويرفض الخوض في الحياة السياسية. الكاتب محمد بوعزارة: لوبيات داخل الأحزاب تعمل على إبعاد المثقف أوضح الكاتب محمد بوعزارة أنه لا يمكن أن نقول إن هناك عملية عزوف فقط، لأنه في المقابل هناك إبعاد للمثقف عن المشاركة في الحياة السياسية. وقال بوعزارة إن بعض المثقفين ينتظرون أن يتم ترشيحهم والبعض الآخر يحاول ممارسة الفعل السياسي ولكنه بمجرد أن يفشل يقاطع السياسة، معتبرا أن هذا الأمر أكبر خطأ يرتكبه المثقف لأن السياسة تتطلب صبرا دائما. مضيفا: "السياسة هي عملية صعود وسقوط في نفس الوقت، ولا يجب على المثقف أن ينظر إليها على أنها عملية نجاح دائم ..إذا هناك نظرة طوباوية من بعض المثقفين في ممارسة السياسة، البعض يريد ممارسة السياسة من اجل السياسة، والبعض يريد النضال". ولكن في مقابل ذلك يوضح محدثنا: "ألاحظ في الميدان ان هناك عملية إبعاد للمثقفين من بعض اصحاب المال الذي تمكنوا من تشكيل لوبيات داخل بعض الاحزاب بما فيها الفاعلة وهذا يشكل خطرا على السياسة والنضال..الاحزاب يجب أن تضم مختلف شرائح المجتمع لهذا عليها أن تراجع سياستها والمثقف لا بد أن لا يبقى متقوقعا على نفسه".
عميد كلية الإعلام والاتصال أحمد حمدي: السياسة تنزع نحو الشعبوية والمثقف خارج اهتمامات الأحزاب قال الأكاديمي وعميد كلية الإعلام والاتصال أحمد حمدي إن عزوف المثقف عن السياسة في الجزائر يعتبر معضلة، مرجعا الأمر إلى نفسية هذه الفئة التي تصنع الثقافة. مضيفا: يبدو أن السياسة في الجزائر منذ الاستقلال إلى يومنا هذا تنزع نحو الشعبوية بينما المثقف يدخل ضمن النخبة. وواصل حمدي كلامه بالقول: "الأحزاب السياسية لم تول اهتماما للمثقف ودمجه معها، كما أنها لا تحتفي بكتابها وشعرائها".
الشاعر والمترجم محمد بوطغان: غياب المثقف عن الاستحقاقات له أكثر من سبب وجيه ودوافع ساذجة وأوضح الشاعر والمترجم محمد بوطغان أن المجالس النيابية في أوروبا وأمريكا اللاتينية في القرن الماضي تضمنت أسماء كثيرة لمثقفين وكتاب وشعراء وفنانين معروفين وحذا حذوهم عدد من المثقفين العرب في المشرق العربي، أما في الجزائر فعادة ما عهدت السلطة إلى تعيين في مواقع العمل السلطوي والإداري عدد من المثقفين الجزائريين على اختلاف اختصاصاتهم، مضيفا"وهذا ما أوهم الكثير منا بأهمية دوره في الحياة السياسية والنيابية من منظور ساذج عزل المثقف عن الواقع والراهن ولم يعودوا يمثلون المثقف المناضل فاستضعفوا وانسحبوا من الحياة العامة وفهمت الأحزاب السياسية والسلطة جميعا ذلك فحيدت المثقف". وأبرز بوطغان أن هذا الأمر يجعل المثقف يرى الانخراط في العملية الانتخابية نوعا من الخضوع الذي لا يليق به أو مستضعفا لا تأثير له على جماهير الشعب. وذكر محدثنا أن أسباب عزوف المثقفين على التواجد في القوائم الانتخابية لاستحقاق 23 نوفمبر له أكثر من سبب وجيه وله أكثر من دافع ساذج.
الروائي أمين الزاوي: ترشح المثقف للانتخابات رغبة شخصية اعتبر الروائي أمين الزاوي موضوع ترشح المثقف في الانتخابات رغبة شخصية، موضحا أنه لا يوجد مانع يقف وراء عدم ترشحه للانتخابات. وأبرز الزاوي أن مهمة المثقف هي ممارسة عملية نقد المسئولين عبر أعماله سواء في الرواية أو الشعر، ودوره المباشر ليس أن يكون في القيادة، المثقف لا يقوم بالعمل الحزبي وإنما بالعمل السياسي.
الشاعر عبد العالي مزغيش: المثقف الجزائري حالة خاصة ينظر إلى السياسة باستعلاء أما الشاعر عبد العالي مزغيش فعلق عن الأمر بالقول: "المثقف الجزائري حالة خاصة ينظر إلى السياسة بنظرة نوعا ما استعلائية ويرفض أن يقاسمه المقاعد لأن السياسي يقصي المثقف حين يصل إلى الكرسي"، مضيفا: الكثير من المثقفين يرفضون المغامرة بأسمائهم..الكاتب والشاعر والاديب يخشى أولا الاخفاق و الأسماء المكرسة تخشى الترشح لعدم الثقة في المجتمع عكس اوروبا تجد المشاهير من مثقفين او فنانين يترشحون بشكل عادي". وذكر مزغيش أن النخبة المثقفة دائما تشكو التهميش وتمارسه على نفسها لهذا لا نجد المثقف في القوائم الانتخابية. حنان حملاوي