ناشد سكان قرى ولاية الجلفة، والي الولاية حمل همهم على محمل الجد، والالتفاف لوضعهم المزري بعدما غيّبت كل المشاريع التنموية من قبل رؤساء البلديات، داعين إياه إلى ضرورة الضغط على رؤساء البلديات الجدد لأجل إخراجهم من قوقعة التهميش، قبل أن يخرجوا عن صمتهم. وينتظر سكان قرى الجلفة على أحر من الجمر تحرك والي الولاية بعدما خاب ظنهم في رؤساء البلديات السابقين، مطالبين إياه بالوقوف وقفة جدية أمام المعاناة التي يتخبطون فيها في ظل غياب أدنى ضروريات الحياة، وذلك بالضغط على رؤساء البلديات الجدد، وحملهم على بعث مشاريع تنموية تخرجهم من حالة السبات والبدائية التي تلاحقهم منذ سنوات.
الكهرباء غائبة في عين لزيار يعيش سكّان قرية "عين لزيار" ببلدية المليليحة شرق ولاية الجلفة، حياة بدائية وعزلة تامة في ظلّ غياب أدنى ضروريات الحياة الكريمة، فالمتجول بهذه المنطقة يقف على حجم المعاناة التي يتخبط فيها هؤلاء السكّان، الذين أعربوا عن تذّمرهم الشديد من السلطات التي تمارس عليهم سياسة التهميش واللامبالاة. وأكد العديد من قاطني القرية، في حديثهم ل"الحوار"، بأنّ منطقتهم تعتبر من المناطق المحرومة بالولاية، حيث تواجه عائلاتها العزلة والحرمان في ظلّ انعدام الكهرباء الريفية ونقص مياه الشرب والسقي والسكن الريفي، الأمر الذي جعل سكانها يفكرون في هجرة أراضيهم، مشيرين في السيّاق ذاته إلى أنهم ينتظرون الاستفادة من الكهرباء الريفية لدعم النشاط الفلاحي الذي يعتمد عليه عدد كبير منهم منذ عدة سنوات، وحفر الآبار، لأنّ المنطقة –حسبهم- تشكو من قلة المنابع المائية. وفي هذا الصدّد، أكّد المواطنون على مختلف الجهات المسؤولة ضرورة التكفل بانشغالاتهم إلا أنه لا جديد يذكر، مطالبين الجهات الوصية بزيارة المنطقة من أجل الوقوف على الوضع الاجتماعي الصعب، انطلاقا من البناءات الهشة التي يقطنونها دون استفادتهم من السكن الريفي. إلى جانب ذلك، فإن انعدام الكهرباء الريفية حال دون الاستفادة من المياه الجوفية، سواء للشرب أولسقي المحيطات الفلاحية.
المشاريع التنموية ب" الهيوهي" في خبر كان يشكو سكان قرية "الهيوهي"، بولاية الجلفة، من انعدام مختلف المرافق الضرورية، كالغاز والماء والكهرباء، ومختلف الخدمات الأخرى. وتعد قرية "الهيوهي" من بين القرى الجنوبية لولاية الجلفة، وتبعد عن عاصمة الولاية بنحو 60 كلم، وبتعداد سكاني يتجاوز 04 آلاف نسمة، وظلت لسنوات طويلة بعيدة عن اهتمام مختلف السلطات الوصية المحلية منها أوالولائية، فالفقر والجهل والعزلة عوامل اشتركت في صنع الحياة اليومية لسكان المنطقة، حسب تصريحهم ل"الحوار"، للإضافة إلى انعدام فرص العمل الذي جعل من البطالة شبحا يلازم أبناءها رغم العدد القليل لمناصب الشبكة الاجتماعية وتشغيل الشباب، الذي لا يتجاوز نسبة 06 بالمائة من طلبات التشغيل المودعة بمصلحة الشؤون الاجتماعية بالبلدية، أمام حالة الفقر والحاجة التي دفعت الشباب إلى الإعتماد على أنفسهم في خدمة الأرض. ويعاني السكان من انعدام العديد من المرافق الضرورية كغاز المدينة، واعتمادهم على غاز البوتان الذي يعرف مع حلول فصل البرد خللا ونقصا في التوزيع، حيث يفوق سعر القارورة الواحدة في بعض الأحيان 300 دينار، وهو الوضع الذي يؤدي بسكان هذه الجهة إلى الاعتماد على الحطب في التدفئة وطهي الطعام، ناهيك عن ضعف التموين بمياه الشرب في العديد من الحالات، الأمر الذي يحتم على السكان جلب مياه الآبار بالرغم من مختلف المخاطر الصحية الناجمة عن هذا العمل. على صعيد آخر، تبقى الأمية تلقي بظلالها على أبناء القرية، فباستثناء مؤسسات التعليم الابتدائي يظل أبناء المنطقة في حاجة ماسة إلى ضرورة إنجاز إكمالية لاحتضان طلبة الطور الثالث، بالرغم من اعتماد السلطات المعنية مبدأ الحلول الظرفية بتوفير النقل المدرسي الذي يعرف اضطرابا في حالات عدة. من جهة أخرى، تعاني المنطقة من ضعف كبير في التغطية الصحية، حيث تتوفر المنطقة على قاعة وحيدة للعلاج تنعدم بها التجهيزات الطبية، كالأدوية وأجهزة الكشف بالأشعة، الوضع الذي دفع سكان الجهة في العديد من الحالات إلى نقل مرضاهم نحو مستشفيات المدن المجاورة. وطالب السكان بضرورة تدخل الجهات الوصية، خصوصا المصالح الولائية، وذلك ببرمجة مشاريع تنموية من شأنها تثبيت السكان والقضاء على عملية النزوح نحو المدن.
طرقات مهترئة.. عطش وظلام دامس يلاحق "أرجاقنو" لا تزال العديد من العائلات القاطنة بالقرية الفلاحية " أرجاقنو" التابعة إقليميا لبلدية دار الشيوخ بولاية الجلفة، تعيش حياة بدائية يتخللها التهميش والإقصاء، حيث لم تجد معاناة قاطني هذه المنطقة أي التفاتة من طرف السلطات المحلية، أين تعدُ هذه القرية خارج نطاق التنمية. هذا، وقد طرح قاطنو منطقة "أرجاقنو" مشكلة حرمانهم من العديد من شروط الحياة الكريمة، التي من شأنها أن تجعلهم يتشبثون بالعيش بها، حيث أوضح سكانها بأنهم محرومون من جميع أشكال الدعم وفرص التنمية الشاملة التي باشرتها الدولة الجزائرية لصالح القرويين وكذا المناطق الريفية المعزولة، وفي مقدمتها الطريق الرابط بين البلدية والمنطقة على امتداد "بحرارة"، الذي يبقى في وضعية كارثية يعيق من خلالها المتنقلين. وقد أكد السكان ل "الحوار" في هذا السيّاق أنهم يجدون صعوبة بالغة في التنقل لقضاء حوائجهم، معربين عن أسفهم لبرمجة سكنات ريفية دون وصلها بالكهرباء الريفية، الأمر الذي أجبرهم على التفكير في تأجيل عملية الاستقرار بالمنطقة إلى حين تسوية الوضعية وإيصال الكهرباء إلى سكناتهم، كما طالبوا أيضا بضرورة توفير الماء الصالح للشرب، حيث يكثر الطلب على هذه المادة الحيوية، وهو ما دفع بالعديد منهم إلى الاستعانة بمياه الصهاريج التي أرقت كاهلهم. وما زاد الطين بلة في ذلك هو مشقة البحث عن هذه المادة الحيوية التي لا تزال متواصلة، في الوقت الذي يعلن فيه المسؤولون المعنيون بأنّ نسبة الربط بالمياه الصالحة للشرب تقارب ال80 بالمائة، إلا أننا ما نجده على أرض الواقع مخالف تماما لما هو موجود على مستوى المناطق الريفية عبر الولاية التي تعاني من العطش، أين يعتبر توفير هذه المادة المطلب الأساسي والضروري لأهالي القرية الذين لا يزالون يقطعون مسافات طويلة بحثا عن قطرة الماء، ويضطرهم الأمر إلى الاستعانة بالدواب بعدما كانت الصهاريج المتنقلة تحضر الماء مرة كل شهر، لكن منذ فترة انقطعت، وتبقى بذلك مشقة الماء متواصلة. من جانب آخر، أشار السكان إلى أنهم بحاجة كذلك إلى إنشاء مدرسة تجنب أبناءهم قطع مسافة طويلة وتنهي معاناة فلذات كبدهم، مشيرين في سيّاق آخر إلى أنّ بقاءهم في الريف مرهون بمضاعفة حصص السكنات الريفية، وعليه فإنّ العائلات القاطنة ب (أرجاقنو) تطالب السلطات المحلية والولائية بضرورة التدخل العاجل لانتشالهم من الوضعية المزرية التي يتخبطون فيها منذ سنوات في ظل انعدام متطلبات العيش الكريم. الجلفة: هواري ساعد