يشكو سكان قرية الهيوهي، بولاية الجلفة، من انعدام مختلف المرافق الضرورية كالغاز والماء والكهرباء ومختلف الخدمات الأخرى. وتعد من بين القرى الجنوبية لولاية الجلفة وتبعد عن عاصمة الولاية بنحو 60 كلم وبتعداد سكاني يتجاوز 04 آلاف نسمة، وظلت لسنوات طويلة بعيدة عن اهتمام مختلف السلطات الوصية المحلية منها أوالولائية، فالفقر والجهل والعزلة عوامل اشتركت في صنع الحياة اليومية لسكان المنطقة، إضافة إلى انعدام فرص العمل جعل من البطالة شبحا يلازم أبناءها رغم العدد القليل لمناصب الشبكة الاجتماعية وتشغيل الشباب الذي لا يتجاوز نسبة 06 بالمائة من طلبات التشغيل المودعة بمصلحة الشؤون الاجتماعية بالبلدية، أمام حالة الفقر والحاجة التي دفعت الشباب إلى الإعتماد على أنفسهم في خدمة الأرض. ويعاني السكان من انعدام العديد من المرافق الضرورية كغاز المدينة، واعتمادهم على غاز البوتان الذي يعرف مع حلول فصل البرد خللا ونقصا في التوزيع، حيث يفوق سعر القارورة الواحدة في بعض الأحيان 300 دينار، وهو الوضع الذي يؤدي بسكان هذه الجهة إلى الاعتماد على الحطب في التدفئة وطهي الطعام، ناهيك عن ضعف التموين بمياه الشرب في العديد من الحالات، الأمر الذي يحتم على السكان جلب مياه الآبار بالرغم من مختلف المخاطر الصحية الناجمة عن هذا العمل. على صعيد آخر، تبقى الأمية تلقي بظلالها وسط أبناء القرية، فباستثناء مؤسسات التعليم الابتدائي يظل أبناء المنطقة في حاجة ماسة إلى ضرورة إنجاز إكمالية لاحتضان طلبة الطور الثالث، بالرغم من اعتماد السلطات المعنية مبدأ الحلول الظرفية بتوفير النقل المدرسي الذي يعرف اضطرابا في حالات عدة. من جهة أخرى، تعاني المنطقة من ضعفا كبيرا في التغطية الصحية، حيث تتوفرعلى قاعة للعلاج تنعدم بها التجهيزات الطبية كالأدوية وأجهزة الكشف بالأشعة، الوضع الذي دفع سكان الجهة في العديد من الحالات إلى نقل مرضاهم نحو مستشفيات المدن المجاورة. وطالب السكان بضرورة تدخل الجهات الوصية، خصوصا المصالح الولائية، وذلك ببرمجة مشاريع تنموية من شأنها تثبيت السكان والقضاء على عملية النزوح نحو المدن.