ثمن علي حداد رئيس منتدى الأفسيو، قرار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بعدم فتح رأسمال الشركات العمومية، معتبرا أن الأفسيو دائما يخضع لتعليمات الرئيس قائلا: "نثمن قرار الرئيس ونحن خلفه"، معرجا أن غياب الوزير الأول أحمد أويحيى عن ندوة الطاقات المتجددة أمر جد عادي، وأن غيابه راجع إلى ارتباطه بأجندة أخرى. جمع منتدى رؤساء المؤسسات عددا كبيرا من الاقتصاديين والسياسيين والخبراء للحديث عن استراتيجية وطنية للطاقات المتجددة، وقد أجمع المتدخلون من متعاملين أجانب ان الجزائر تمتلك المقومات للمرور من استغلال الطاقات الكلاسيكية كالمحروقات والغاز لإنتاج الطاقة النظيفة من مصادر بديلة مثل الشمس والرياح. أخذت الندوة التي يعقدها منتدى رؤساء المؤسسات بالاشتراك مع مجمع سوناطراك وسونلغاز منذ أمس، وعلى مدار ثلاثة أيام بقصر المعارض الصنوبر البحري حول "الاستراتيجية الوطنية للطاقات البديلة والمتجددة في آفاق 2030" بصمة سياسية بعدما كان مقررا ان يحضر افتتاحها الوزير الاول أحمد اويحيى، وغاب عن الموعد لأسباب "أجندته السياسية" مثل ما قال رئيس المنتدى على حداد للصحافة، الشيء الذي غطى عليه الحضور المكثف للوزراء منهم الحاليون مثل وزير الطاقة والمناجم مصطفى قيطوني، وزير المالية عبد الرحمن راوية، وزير الصناعة يوسف يوسفي، وزيرة البيئة فاطمة الزهراء زرواطي، وكثير من الوزراء السابقين سواء في حكومة تبون أو حكومة سلال وحتى ما قبلها، الشيء الذي جعل حجاج يقول "أويحيى غاب لكن الحكومة حاضرة، إضافة إلى حضور الأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي سعيد. ومن المتعاملين الاجانب الذين تدخلوا في أشغال صبيحة اليوم الأول، أكد ممثل شركة "توتال صولار" جوليان بوجي، في مداخلته، أن الجزائر تملك الكثير من المقومات مثل الغاز والشمس والقاعدة الصناعية التي ستمكنها من إنتاج الطاقة النظيفة للاكتفاء الذاتي وحتى التصدير، وهو نفس ما ذهب إليه ممثل شركة "إينجي" أو "غاز دو فرانس" سابقا بارت دوسمان، الذي أكد بدوره على الامكانات الهائلة التي تملكها الجزائر وفرص الشراكة التي يمكن أن تجعل منها رائدة في إفريقيا في مجال انتاج الطاقات المتجددة سواء من الرياح أو الشمس وحتى الغاز النظيف. كما عرض ممثل الشركة الايطالية إيني، لوكا كونستانتينو، فرص الاستثمار والشراكة في مجال الطاقات النظيفة، وإنتاج الكهرباء باستعمال المصادر البديلة عن المصادر الكلاسيكية مثل المحروقات والغاز، وهي فرص للاستثمار يظهر من خلالها الاعتماد كثيرا على القطاع العمومي عبر الشريك الوطني مجمع سوناطراك، الشيء الذي رد عليه الرئيس المدير العام للمجمع عبد المؤمن ولد قدور بقوله "نحن أصلا نتحدث عن الشراكة في إطار تطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وسوناطراك لا يمكن ان تتحمل الشراكة لوحدها". وفي رسالة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قرأها عنه وزير الطاقة والمناجم مصطفى غيطوني، قال الرئيس "احتياطي الجزائر من المحروقات يقدر ب4000 مليار طن، لكننا بحاجة إلى إنتاج طاقات بديلة لتوفير 300 مليار مكعب من الغاز للسنوات المقبلة". وقبل افتتاح أشغال الندوة، افتتح معرض للمؤسسات العاملة في مجال انتاج الطاقات المتجددة بعضها أجنبية، وعلى رأسها مجمع سوناطراك ومؤسسة سونلغاز، إضافة إلى بعض المشاريع التي أبرمت شراكات لإنتاج حاجتها من الطاقة النظيفة. وتتواصل أشغال المنتدى على مدار يومين إلى غاية الجمعة للخروج بأفكار عملية لإعداد الاستراتيجية الوطنية للطاقات المتجددة في آفاق سنة 2030. غنية قمراوي