أعلن السفير الأوكراني في الجزائر أن بلاده ستدعم صناعة الأسمدة الفلاحية في المركب البتروكيماوي في أرزيو نظرا لحاجتها الزراعية، كما كشف عن نية الشروع في إنشاء مصنع لمحركات الطائرات العمودية ''الهيليكوبتر''، معلنا عن رغبة بلاده في الاستفادة من الغاز الجزائري، لاسيما بعد نشوب أزمة حقيقية بين كييف وموسكو حول الإمداد بالغاز الطبيعي الذي تعد الجزائر من أكبر منتجيه ومصدريه في العالم. كما أعرب السفير الأوكراني لدى الجزائر سيرهي بوروفكي، عن سعيه لرفع حجم التعامل ورقم الأعمال بين الجزائر وكييف من 300 مليون دولار إلى أكثر من مليار دولار في الأشهر القادمة، لاسيما وأن أوكرانيا تعد من أبرز مصدري القمح في العالم بإنتاج يتجاوز ال 50 مليون طن، مشيرا إلى أن بلاده تعد من أبرز مصنعي السلاح بمختلف أنواعه البرية والبحرية، كما أنها تصنع طائرات النقل الجوي الضخمة من نوع ''انتو نوف'' التي ورثتها عن الاتحاد السوفياتي السابق. وكان سفير أوكرانيا لدى الجزائر قد أدلى بتصريح ل ''الحوار'' نهاية الأسبوع الماضي بعد استقباله في سفارة بلاده في حيدرة بالجزائر لوفد من الكشافة الإسلامية الجزائرية، وصف من خلاله العلاقات الجزائرية - الأوكرانية بالجيدة جدا في شقها السياسي، لاسيما وأن الجزائر كانت من أبرز وأول المعترفين بشرعية الثورة البرتقالية التي ساهمت في إعلان الجمهورية الأوكرانية المستقلة عن الاتحاد السوفياتي في العام .1991 وبلغة الأرقام انتقل السفير بوروفكي إلى شق العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث أشار إلى أنه ورغم تأثير الأزمة الاقتصادية المالية العالمية، فإن مردود العلاقات الجزائرية - الأوكرانية في جانبها الاقتصادي يعتبر جيدا، حيث كشف أن سنة 2008 قد عرفت تبادلات تجارية بلغت ال 300 مليون دولار أمريكي. وتابع بالقول إن أغلب مجالات التعاون بين بلدينا تتمحور حول التعاون العسكري والتكنو عسكري، بالإضافة إلى التربية والتكوين المهنيين، مشيرا إلى أن كييف تستقبل طلبة مهندسين تقوم بلاده بتكوينهم، فضلا عن إطارات في الجيش الوطني الشعبي وطلبة ضباط. وأضاف السفير سيرهي بوروفكي، أنه يأمل في تعزيز هذه العلاقات أكثر فأكثر من خلال التبادلات والمشاورات بين الوفود الدبلوماسية للبلدين والوفود الثقافية، نظرا لكون كييف عاصمة تدعم الحوار بين الأديان والحضارات، وتشجع التسامح بين الشعوب لاسيما وأنها موطن للعديد من المسلمين. كما عاد السفير بوروفكي إلى العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين، مشيرا إلى أنها تمتد لحقبة طويلة تعود للاتحاد السوفييتي السابق، حيث كان الكثير من الإطارات الجزائرية وفي شتى المجالات لاسيما العسكرية منها تتدرب وتدرس بأوكرانيا التي تعد واحدة من أكبر جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق رفقة جمهورية روسيا الاتحادية حاليا وروسياالبيضاء، كما أفاد أن الكثير من الإطارات الأوكرانية قد ساهمت في العمل في الجزائر لاسيما في فترة الستينات والسبعينات في البرامج التنموية التي أطلقتها الدولة الجزائرية. وتجدر الإشارة في الأخير إلى أن أوكرانيا تعد من أبرز مصنعي طائرات الشحن المدني والعسكري، وهي المعروفة باسم ''انطو نوف''، كما أنها تحصد قرابة ال 50 مليون طن من القمح الذي تعد الجزائر برفقة مصر من أكبر مستورديه في العالم.