اضطر مجلس الوزراء الأوكراني إلى عقد اجتماع عاجل من أجل دراسة قضية وضعية البعثات الدبلوماسية والهيئات القنصلية للدول الأجنبية ممثلة في مكاتب تمثيلية في العاصمة كييف، وقد وضعت الحكومة خططا لإيجاد حل لهذا المشكل المتمثل في إخلاء المقرات الدبلوماسية في أية لحظة نتيجة خوصصة الأراضي المبنية فوقها دون أن توجد لها أراض جديدة. ويتعلق الأمر بكل من المكاتب الدبلوماسية للجزائر، فرنسا، النمسا، التشيك، تركيا وكرواتيا، أرمينيا، قيرغيزستان وكوبا، بلغاريا، رومانيا ومصر والجزائر في كييف حاليا تحت تهديد الطرد، ويمكن أن تفقد بولندا والمفوضية الأوروبية مباني سفارتيهما في كييف. وبعد هذا الاجتماع الطارئ أعلن نائب رئيس الوزراء فيكتور تايكنوف هذه النية في اجتماع عقد للنظر في أداء النظام الأوكراني لنشر البعثات الدبلوماسية والمؤسسات القنصلية للدول الأجنبية والمنظمات الدولية في كييف. وأبدى المسؤول في تصريحات إعلامية تخوفه من تعقد العلاقات الثنائية بين أوكرانيا وكل بلد من البلدان سالفة الذكر، منها الجزائر نتيجة الأمر وقال: ''إنه وفي الآونة الأخيرة سادت حالة من التوتر في أعقاب عدد من القرارات التي اتخذها مجلس مدينة كييف، وإدارة الدولة، والتي يمكن أن تعقد علاقات أوكرانيا مع بعض البلدان والمنظمات الدولية''. وأضاف بالقول:''هذا الوضع لا يمكن أن يظل دون رد مناسب من الرئيس الأوكراني ورئيس الوزراء''. ذكرت وسائل الإعلام الأوكرانية في وقت سابق أن السلطات وضعت حتى بالنسبة للمباني التي بيعت في السفارات الأجنبية والقنصليات الموجودة. وقد اتخذ هذا القرار من خلال اعتماد التعديلات التي أدخلت على البرنامج على خصخصة ممتلكات البلديات المملوكة للمجتمع في 2007-.2010 وتأتي تخوفات أوكرانيا بعد أيام قليلة فقط من تنصيب مجموعة الصداقة البرلمانية الجزائرية-الأوكرانية نهاية شهر ماي الماضي والتي تهدف إلى تطوير العلاقات البرلمانية بين الجزائر وأوكرانيا وتبادل المعلومات في المجالات الاقتصادية والتجارية والاجتماعية والسعي إلى توفير المناخ المناسب لتحقيق هذه الغاية. وكان قد عبر رئيس الوفد البرلماني الأوكراني طراس شورفيل عن رغبته بلده في تحقيق الشراكة مع الجزائر في شتى الميادين لاسيما في مجال الطاقة والثقافة والبحث العلمي، فضلا عن تعزيز النشاط البرلماني من خلال تبادل الزيارات والتجارب، وللإشارة فقد حضر عملية مراسيم تنصيب المجموعة البرلمانية سفير أوكرانيا بالجزائر. وأكد تاراس كرونوفيل رئيس الكتلة البرلمانية الأوكرانية أن المبادلات التجارية بين الجزائر وأوكرانيا جد ضئيل نظرا للإمكانيات الإستراتيجية للدولتين على حد تعبيره، حيث أنه لم يتجاوز عتبة 300 مليون دولار، مضيفا أن أوكرانيا مهتمة جدا بالجانب الفلاحي ويمكن لها الاستفادة من التجربة الأوكرانية خاصة، التي كونت خبرة كبيرة في القطاع الفلاحي والمواد الغذائية كالحليب المجفف مثلا التي تحتل فيه أعلى المراتب.