حذرت الأممالمتحدة من أزمة جفاف حقيقية في غضون السنوات القادمة ودعت إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتفادي أزمة مياه عالمية ناتجة عن الزيادة الكبيرة في عدد السكان وارتفاع مستويات المعيشة والتغييرات في الأنظمة الغذائية وزيادة إنتاج الوقود الحيوي، محذرة من أن نصف سكان العالم سيعانون نقصا حادا في المياه بحلول العام .2030 جاء ذلك في تقرير شارك في إعداده أكثر من 24 جهازا تابعا للمنظمة الدولية، وذلك تمهيدا لعقد مؤتمر دولي حول المياه تستضيفه مدينة إسطنبول الأسبوع المقبل ونقله موقع ''الجزيرة نت''. واعتبر رئيس منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) كويشيرو ماتسورا أن تراجع الدعم السياسي والاستثمارات وسوء الإدارة تلعب دورا في تفاقم هذه الأزمة التي تهدد حياة الملايين على سطح الأرض، سواء عن طريق تفشي الأمراض الناجمة عن نقص المياه أو عبر الحروب والصراعات الإقليمية. وفي هذا السياق سبق للأمين العام الأممي بان كيمون الإشارة إلى أن المياه تعتبر واحدا من أهم عوامل تفجير الصراع في إقليم دارفور بالسودان، وأحد أسباب الصراع العربي الإسرائيلي، كمثالين على الآثار الناجمة عن نقص المياه. ويتوقع أن يشهد النمو السكاني زيادة قدرها 2.5 مليار بحلول العام ,2050 مع الإشارة إلى أن معظم معدلاته المتزايدة تحدث في دول نامية كثير منها يقع في مناطق تعاني أصلا من شح في الموارد المائية، كما هو الحال في أفريقيا. كما لفت التقرير الذي يقع في 318 صفحة، الانتباه إلى التداعيات المترتبة على ارتفاع معدلات الهجرة من الريف إلى المدينة والتي تساهم في زيادة استهلاك المياه وكذلك استهلاك اللحوم التي تتطلب قدرا أكبر من المياه لإعدادها. ويحذر التقرير من الآثار السلبية للتوسع في تطوير الوقود الحيوي كمصادر للطاقة بديلة عن النفط والغاز، وذلك عبر تخصيص مصادر كبيرة من المياه لزراعة محاصيل مثل القمح وقصب السكر لإنتاج الإيثانول. جدير بالذكر أن الجزائر قد انطلقت ومنذ أكثر من 10 سنوات في سياسة لترشيد توزيع ونقل المياه بالإضافة إلى استغلال المياه الجوفية الغنية بالأملاح لاسيما في الصحراء الجزائرية إحدى مناطق الصحراء الكبرى العالمية، وهي واحدة من أكبر خزنات المياه الجوفية في العالم والتي استفادت منها الجماهيرية الليبية بعد إنشائها للنهر الصناعي ''العظيم'' الذي دشنه القذافي والقيادة المغربية في أواخر ثمانينات القرن الماضي، حيث اعتبر الزعيم الليبي أن المعارك القادمة في الألفية الثالثة هي معارك حروب.