اعترفت روسيا أخيرا أن طائراتها العسكرية من طراز ''ميغ 29 '' تعاني من أعطاب تقنية كبيرة، مؤكدة بذلك ما كانت قد قالته الجزائر في وقت سابق، عندما قامت بإعادة 15 طائرة من هذا النوع لموسكو التي حاولت حينها إخفاء هذه العيوب، والادعاء أن الجزائر مخطئة في أرائها. وذكرت وكالة ''أنتر فاكس'' نقلا عن المتحدث باسم سلاح الجو الروسي العقيد فلاديمير دريك أن 90 طائرة قتالية من طراز ''ميغ ''29 اعتبرت غير صالحة أثناء عمليات تفتيش عسكرية أجريت في أعقاب حادث وقع في ديسمبر الماضي، وتم سحبها من الخدمة، مشيرا إلى أنه ''نحو 200 طائرة من أصل سرب ''ميغ ,''29 خضعت للتفتيش حتى الآن، وحصلت 100 منها على الإذن بالتحليق، ومبينا أن عمليات المراقبة تتواصل بالنسبة إلى بقية الأسطول وسيتم إصلاح الطائرات المعطلة لتعاد إلى الخدمة عندما تؤمّن الأموال الضرورية لذلك. وقالت الوكالة ذاتها إن الأسطول الجوي الروسي يعد 300 طائرة من طراز ''ميغ ,''29 مذكرة بأن موسكو كانت قد علقت استخدام هذا النوع من الطائرات في الخامس من ديسمبر الماضي في أعقاب الحادث الذي تعرضت له إحدى هذا النوع من الطائرات في سيبيريا وقتل فيه الطيار حينما ادعى المسؤولون العسكريون الروس أن سبب سقوط الطائرة يعود إلى قصور فني. وتأتي هذه الاعترافات الروسية لتؤكد ما صرحت به الجزائر منذ أكثر من عام عندما قامت بإرجاع 15 طائرة من نوع ''ميغ ''29 إلى روسيا بعد أن لاحظت وجود أعطاب تقنية واضحة في الطائرات التي تسلمتها، مطالبة في الوقت ذاته باستبدال هذه الطائرات بأخرى من نوع ''ياك ''130 التي هي عبارة عن طائرات قتالية تدريبية، إضافة إلى طلبها لطائرات من طراز ''سوخوي 30 أم ك أي أ'' التي تسلمت منها الجزائر خلال العام الماضي ما بين 8 إلى 10طائرات حسب ما قالته في وقت سابق مصادر روسية. وقبل هذا الاعتراف، حاولت موسكو بكل الطرق أن تدحض الحقائق التي قالتها الجزائر عن طائرات ''ميغ ,''29 فالكل يتذكر ما قاله في هذا الشأن بعض المسؤولين في وزارة الدفاع الروسية الذين ادعوا أن قادة قواتهم الجوية قد أبدوا رغبة كبيرة في استلام الطائرات التي أعادتها الجزائر، مواصلين القول إنهم قد وجدوا أنها ذات تقنيات متطورة، كونها تمثل -حسبهم- أحدث وأفضل موديل لمقاتلة ''ميغ-''29ولا توجد أي عيوب بها، محاولين بذاك إنقاذ صادرات بلادهم العسكرية من التراجع مجددا، بعد ذلك الذي عرفته خلال السنوات الأخيرة.