على مدار رحلة فنية تجاوزت 75 عامًا، أثرت المطربة اللبنانية فيروز الوسط الفني العربي بأغانيها التي امتدت لقيم نبيلة من الحب والوطنية والطبيعة. تطفيء فيروز، اليوم الأربعاء، الشمعة ال 83 من تاريخها الفني الكبير، إذ ولدت الفنانة في 21 من نوفمبر 1935، ودخلت عالم الطرب بسن مبكرة، وهي لا تتجاوز 6 أعوام. كانت انطلاقة فيروز الجدية عام 1952 عندما بدأت الغناء بألحان الموسيقار عاصي الرحباني الذي تزوجت منه بعد هذا التاريخ بثلاث سنوات، وأنجبت منه أربعة أطفال.، وكانت الأغاني التي غنّتها في ذلك الوقت تملأ القنوات الإذاعية كافّة، وبدأت شهرتها في العالم العربي منذ ذلك الوقت. كانت أغلب أغانيها آنذاك للأخوين عاصي ومنصور الرحباني الذين يشار لهما دائما بالأخوين رحباني، وشكل تعاونها مع الأخوَين رحباني مرحلة جديدة في الموسيقى العربية، حين تم المزج بين الأنماط الغربية والشرقية والألوان اللبنانية في الموسيقى والغناء. وساعد صوت فيروز ورّقته على الانتقال دائما لمناطق جديدة، ففي وقت كان فيه النمط الدارج هي الأغاني الطويلة إلا أن فيروز قدمت أغاني قصيرة. وأدت أشعارًا لجبران خليل جبران وأحمد شوقي وبشارة الخوري، وأبدعت صاحبة الصوت الفريد قرابة 60 ألبوما غنائيا و16 مسرحية و3 أفلام سينمائية، كما أحيت فيروز حفلات في كل مناطق العالم وحققت إجماعا واسعا لدى الجمهور. وتعتبر أغنية “زهرة المدائن” أحد أشهر الأغاني العربية المهداة للقضية الفلسطينية، فيما لا تزال أغنية “بحبك يا لبنان” تحظى بشهرة واسعة، بجانب قائمة طويلة من الأعمال الغنائية. ونالت فيروز العديد من الألقاب التي تمجد مسيرتها الفنية، وتحاكي تاريخها، ومنها؛ (جارة القمر)، (أسطورة العرب)، (ياسمينة الشام)، (ملكة الغناء العربي)، (عصفورة الشرق)، (الصوت الساحر)، (سيدة الصباح)، (صوت الأوطان)، (الصوت الملائكي). وفي عام 2010 فاجأت فيروز جمهورها بعمل ألبوم غنائي، ضم 12 أغنية، بعد توقف عن الغناء دام لعدة سنوات، وقد حقق الألبوم نجاحا مدويا في العالم العربي.