رغم ما تملكه غرفة الصناعة التقليدية والحرف بمستغانم، من تشكيل مهم من “الحرفيين والحرفيات”، الذين وجدناهم في أعمالهم الحرفية مبدعين، وكلهم أمل في أن تجد حرفهم فضاءً للتسويق، إلا أن الغرفة مازالت تحتاج على حد تعبير العديد من الفاعلين والحرفيين لمرافقة ودعم مستمر، إذ يمكن أن تكون وسيطا مهما وفعالا للحرفيين لتسويق منتجاتهم المهمة التي تبحث عن مكان وفضاء للتسويق، وبين حرف “الخياطة”، “تصميم الديكور”، “الحلويات” و”الطبخ”، تستقطب غرفة الصناعة التقليدية والحرف بالولاية العشرات من الحرفيين الذين يبحثون عن فضاءات للمشاركة في تظاهرات تمكنهم من الترويج لحرف قد تزول وتغيب عن الواجهة إذا تأخر الاهتمام بها على مستويات رسمية. محمد مرواني
الغرفة تطلق برنامجا لتكوين الحرفيين الشباب… أطلقت غرفة الصناعة التقليدية والحرف بمستغانم، منذ أشهر، برنامج تكوين للحرفيين الشباب، متاح للعشرات من الشباب البطال وحتى الشباب الحامل لشهادات التكوين في حرف مهنية تقليدية وجديدة. وتراهن الغرفة الولائية للصناعة التقليدية والحرف بالولاية، على استقطاب الشباب الجامعي ضمن هذا البرنامج التكويني الذي يدوم لأشهر ضمن كل اخصاص. وقد استبقت الغرفة عددا من الشباب والشابات الذين انخرطوا في تكوينات تخص حرف “الحلاقة”، “الخياطة ” و”تصميم الحلويات “، ولاقت العملية اقبالا مهما من قبل الراغبين في التكوين الحرفي. هذا، ويصر العديد من الحرفيين الشباب الذين انطلقوا في إنشاء مشاريع مصغرة تخص قطاع الحرف على اهتمام السلطات بانشغالاتهم، التي تخص غياب محلات تساعدهم على التسويق الجيد للحرف المهنية، التي يبقى البعض منها مهددا. كما أن هناك مشاكل أخرى تخص الضرائب ومستحقات الصندوق الوطني للعمال غير الأجراء، إذ اعتبر العديد من الحرفيين الذين استجوبناهم أن هناك متاعب مالية يتحملها الحرفي يجب أن يتم التعاطي معها من قبل السلطات لمراجعة التدابير المتخذة في هذا المجال، إذ اعتبر عدد من الحرفيين أن التكوين موجود من قبل الغرفة ومتاح بتسهيلات في غاية الأهمية، غير أن الانشغال والهاجس الذي يطرحه العشرات من الحرفيين يكمن في المرافقة والدعم المعنوي والمادي لمشاريع الشباب الحرفية. “إنتاج العسل”.. هاجس التسويق يؤرق المنتجين رغم وجود تنظيم جمعوي مهم ينشط في ولاية مستغانم، يضم كل مربي “النحل” ومنتجي “العسل”، إلا أن العديد من الحرفيين الذين ينشطون في هذا المجال الحيوي المهم يواجهون، على حد تعبير أحد المنتجين، مشاكل في التسويق بسبب غياب “المحلات التجارية” الكافية التي يحتاجها الفاعلون والمنتجون، الذين يكتفون بتنظيم أبواب مفتوحة فقط على الجامعة لاستقطاب الجمهور لمنتجاتهم. ويؤكد الحرفي أن الأسعار التي تخص العسل الحر كما يسمى لم تكن على الإطلاق مشكلة مطروحة من قبل المستهلك رغم الكلام الذي يثار في هذا الموضوع، إذ اعتبر أن المطلوب هو أن يكون هناك لقاءات تشرح للمستهلكين الأعباء والمتاعب التي تواجه أي مهني يشتغل في شعبة إنتاج العسل والمستحقات المالية التي تقع على عاتقه، ولا يمكن تجاوزها بأي شكل من الأشكال. وتصر جمعية المهنيين النشطة في إنتاج العسل على ضرورة أن تتحرك السلطات المحلية بالولاية لدعم المنتجين والحرفيين الذين يشتغلون في هذه الشعبة التي يتكامل معها الحرفي والفلاحي، معتبرين أن الدعم إلى حد الآن لم يرق بعد إلى المستوى المطلوب والغاية المنشودة من قبل الفاعلين في المجال، إذ يحتاج الحرفيون لمحلات وفضاءات للنشاط والتسويق، ولايمكن بأي شكل من الأشكال أن يمارس الحرفيون أنشطتهم دون وجود أماكن للنشاط والتسويق التي لا تتواجد إلا في مناسبات، وهو ما يزيد من متاعب الحرفي الذي يبحث دائما في رحلة مرهقة عن أماكن للتسويق .
مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف محمد منصوري : نراهن على مدونة حرف تلبي احتياجات التنمية والتشغيل
مدير غرفة الصناعة التقليدة والحرف محمد منصوري، قال ل”الحوار “، إن الرهان الحالي على مستوى المؤسسة يرتكز على مدونة حرف تتماشى واحتياجات التنمية المحلية والوطنية في مختلف المجالات والقطاعات الحيوية، كالأشغال العمومية والبناء والخدمات، إذ قال مدير الغرفة إن التكوين الحرفي الذي يبرمج يحاكي إلى حد بعيد هذا التوجه الذي تراهن عليها أيضا السلطات العمومية، ويشكل بديلا فعالا للتشغيل وامتصاص معدلات البطالة المرتفعة في أوساط الشباب خاصة بالبلديات. وبخصوص الفضاءات التي توجه للتسويق، أقر مدير الغرفة أنها تشكل الانشغال والهاجس المستمر الذي يواجه أي حرفي نشط حامل لمشروع، معتبرا أن الحل يكمن في استحداث فضاءات للنشاط والتسويق داخل الأسواق والفضاءات التجارية وحتى بعض الفضاءات العمومية بالمدن، مشيرا إلى أن الحرفي له دور في الحفاظ على التراث المادي وتسويق جمالية أخرى تستقطب الحركة السياحية. وقال مدير الغرفة الولائية للصناعة التقليدة والحرف بمستغانم، إن الغرفة في حاجة لمرافقة إعلامية ولنشاط كل الشركاء الفاعلين في الصناعة التقليدية والحرف، الذي يبقى من أهم المجالات التي يمكن الرهان عليها في الحسابات الاقتصادية. فمن خلال الإنتاج المحلي والحرف، يمكن التقليص من أعباء الاستيراد، وهذا أمر مهم للغاية في الحفاظ على التوازن الاقتصادي للبلاد. واعتبر مدير الغرفة أن الحرفيين يراهنون كثيرا على التوجه الجديد للدولة الذي يحيل اإى اهتمام رسمي واضح بقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمشاريع الناشئة التي تبقى عصب الاقتصاد في العديد من دول العالم، خاصة التي تعتمد على تنويع آداءات اقتصادها الوطني. حرفيون: نتطلع للمشاركة في تظاهرات تجارية وسياحية هذا، وقالت لنا عدد من الحرفيات، وجدن بعضهن في غرفة الصناعة التقليدية والحرف، إنهن يأملن في المشاركة في تظاهرات تجارية وسياحية وطنية ودولية تسمح لهن بالترويج لمنتجاتهن ولحرف يمارسونها منذ سنوات، إذ اعتبرت حرفيات في “الخياطة ” و”صناعة الحلويات ” اأهن يحتجن لمرافقة ودعم من قبل السلطات والجهات الوصية للسماح لهن بالمشاركة والمساهمة في تظاهرات وطنية خاصة، تروج الحرف للسياح والوافدين على المدن الساحلية. واعتبر عضو بغرفة الصناعة التقليدية والحرف، عمر عميري، أن الانشغالات التي تخص تسويق الحرف تحتاج إلى مساهمة قطاعات عديدة يمكن أن تساهم عبر صلاحياتها ونشاطها في دعم الحرفيين الذين يتجهون الآن إلى هيكلة كيانهم وتأطير نشاطهم ولغتهم المطلبية. واعتبر عضر الغرفة المنتخب أن الشراكة بين الغرفة وباقي المؤسسات التكوينية أمر في غاية الأهمية، ويجب أن يتم تفعليه ليخدم في الأخير الحرفيين الشباب الراغبين في الترويج لمنتجاتهم والاستفادة من مشاريع مصغرة تدعمها الدولة في إطار صيغ الدعم الموجهة للاستثمار العمومي. المحلات مطلب ملح … هذا، ويرافع الحرفيون ويناشدون وزارة السياحة والصناعة التقليدية والعمل العائلي لمطلب كرره على مسامعنا العديد من الحرفيين الذين استجوبناهم في هذا الريورتاج يخص توفير محلات مهنية وتجارية تنجز أو تكون موجودة في أماكن تتمتع بالحركة التجارية خاصة بالبلديات، أين لا يجد الحرفيون أماكن لتسويق الحرف المهنية، ويضطر المستهلك لبعض المنتجات الى اقتنائها بأسعار باهضة للغاية. ورغم إنجاز ما يسمى بمحلات مائة محل في كل بلدية، إلا أن العشرات من هذه المحلات المهنية في البلديات تبقى غير مستغلة وبدون نشاط، ويصر الحرفيين على منحهم محلات في أماكن تساعدهم على جني مداخيل مالية وتوسيع نشاطهم الحرفي والمهني الذي يحتاج لدعم. وفي الوقت الذي توفر فيه غرفة الصناعة التقليدية والحرف فضاءات تجارية محدودة يكون قطاع واسع من الحرفيين بمستغانم في حاجة لدعم ومرافقة أخرى تسمح لهم بتكوين مشاريع مصغرة تستلزم توفير المواد الأولية لمشاريع تنموية محلية. ويناشد الحرفيون الوزارة الوصية بوضع مسألة فضاءات التسويق في أولوية الأولويات، معتبرين أن دعمهم ينطق من توفير الفضاء المناسب للتسويق والترويج والاستثمار في كل الوسائل والمؤسسات التي تملكها الدولة لتحقيق وتجسيد هذه العملية. الحرف القديمة “تراث منسي..” هذا، ويرى المتابع والفاعل في المجال غياب أي مؤشرات تؤكد وجود سياسة وطنية تهتم ب”الحرف القديمة ” أو حتى “الصناعة التقليدية”، إذ مازالت الحرف القديمة في مكان محدود تحاول وتبحث عن العيش والتعايش مع حاضر طغت فيه مظاهر العمل الجديدة وتوسع فيه العمران وتحركت فيه الآلات بدل البشر. ويواجه فعلا الحرفيون الذين يسعون إلى إيصال صوتهم عبر منابر جمعوية ونقابية، يواجهون مشاكل حقيقية في الحفاظ على كيان بعض الحرف القديمة من الزوال، منها حرفة “الإسكافي، الخياط والحمال”، التي مازالت موجودة في الأحياء العتيقة. ورغم بعض المحاولات الجادة لجمعيات بولاية مستغانم، لحماية التراث المحلي وخاصة منه المادي، رغم أن الملف وطني ومسؤولية تقع على عاتق قطاعات، تبقى الحرف التقليدية والقديمة في حاجة ماسة لرؤية وسياسة وطنية تشارك فيها جميع القطاعات لحمايتها من الزوال والاندثار، خاصة وأنها تشكل مظهرا تاريخيا وحقيقيا للهوية الجزائرية. وتعتبر أحد ركائز منظومة العادات والتقاليد المعروفة، فلا يمكن أن يجول أحد في ولايات الجزائر ولايرى “البرنوس الجزائري الأصيل ” في الأعراس، وما يسمى “بالطعم” في القرى التي توثق لعادات وتقاليد راقية وأصيلة تعزيز من مناعة الهوية المحلية والوطنية. وقد أضحى الاهتمام بالتراث المحلي خاصة في شقه المتصل بالحرف التقليدية والقديمة أولوية مهمة تعبر عن مسؤولية مجتمع وقطاعات مطالبة بحماية هذا التراث المادي من الضياع والاستثمار فيه سياحيا وتنمويا.