يحضر الروائي الحبيب السائح ل''مشروع كتابة'' جديدة من خلال ارتدائه ثوب السردية في عمل روائي جديد يبدأه من ادرار المدينة التي ترعرع بين احضانها. ويأتي هذا المشروع بعد رواية ''المذنبون'' التي صدرت له مؤخرا، فالسائح لا يتوقف عن الكتابة، ما ان ينتهي من تجربة كتابية حتى ينخرط في اخرى تختلف شكلا ومضمونا واسلويا عن سابقتها. يرى السائح ان الكتابة ليست مجرد حكاية ''أنا لا أكتب لأحكي، أنا أكتب لأؤسس لمشروع كتابة. قد أحققه وقد لا أحققه''، لكنه على يقين بأن ما يكتبه سيكون له أثر في الرواية الجزائرية المعاصرة، فبعد اربع سنوات من العمل استغرقها في كتابة روايته ''المذنبون''، يعود السائح هذه المرة باسلوب وشكل جديدين يجسد فيها عشقه لمدينة سيدي محمد بن لكبير منذ أن اكتشفها في العشرية الماضية، فنشأت قصة حب بينه وبين تلك المدينة التي أحدثت تحولا عميقا في تجربته الكتابية، لتنجب كتابة مختلفة تماما، نقرأ فيها عمق الصحراء وصمتها المخيف، وقسوتها أيضا، تلك التجربة التي بدأت إرهاصاتها مع ''ذاك الحنين'' التي كتبت بلغة خاصة جدا، ثم برزت أكثر في ''تماسخت''، ثم ''تلك المحبة'' وهو السفر الكبير الذي كان بمثابة قصيدة عشق ملحمية لتلك المدينة التي يقول عنها: ''لي مع مدينة أدرار قصة عشق، لا تختلف عن قصة الشيخ بن لكبير معها، فأنا أكنّ ليس فقط التقدير وإنما الحنين العميق والدائم لتلك المدينة المحبة والحاضنة''.