مذنبون لون دمهم في كفي''رواية جديدة للروائي الجزائري الحبيب السايح الصادرة مؤخرا عن دار الحكمة يرصد فيها كثيرا من المحطات التاريخية التي مرت بها الجزائر، سيما ما تعلق بسنوات الصراع الأخيرة. لم يختر السايح الزواية الايديولوجية بل اختار الإبحار في الجمالية السردية التى يفضلها خلال كتاباته الإبداعية، ليجد من التراث ورموزه الثقيلة خير معين له في الارتقاء بنفس كتابة الرواية. ''مذنبون لون دمهم في يدي'' رواية تؤسس من خلال نفسها الروائي لرؤية جديدة للمثقف الجزائري تجاه التاريخ القريب، من زاوية مناوشة هذا التاريخ إبداعيا بعيدا عن الحسابات الأيديولوجية جاعلة من الحفر في نفسية التراث الملتصق بالذات الجزائرية معبرا لقراءة المسلكية التاريخية للنخب الجزائرية. الحبيب السايح بقدر ما نجح في متابعة الخط الروائي الذي يناضل من أجله منذ سنوات، بقدر ما تمكن من إعطاء روايته الجديدة السلاسة لتكون أقرب إلى سيناريو سينمائي ذا بعد درامي إذا سارع إلى التفطن إليه أهل الفن السابع. الرواية الأولى خلال السنة الجديدة خرجت من دار الحكمة والجزائر تتجه فيها الكثير من المحاولات إلى إعادة النظر في مسلكية النخب الجديدة وتعاطيها مع التاريخ، وبالذات سنوات الدم والدموع، إلا أن الحبيب السايح سرب مشهدية الأحداث نحو ربوع الجزائر بعيدا عن ضجيج المدن الضيقة. الرواية بحاجة إلى قراءة، والمراقبون للأدب الجزائري يتوقعون ل ''مذنبون'' أن تحدث الكثير من الزلزال الثقافي إلى درجة الزوبعة في الأدب الجزائري.