توقع محمد منديل المدير العام للمعهد التقني للأشجار المثمرة ''ايتاف'' أن يرتفع الإنتاج الوطني لزيت الزيتون خلال الموسم الزراعي الراهن إلى نحو 60 ألف طن، أي بزيادة تربو عن 53 بالمائة مقارنة مع حجم الإنتاج المسجل خلال العام الفارط، باعتباره لم يتجاوز معدل 28 ألف طن عبر كامل مناطق التراب الوطني. وأضح محمد منديل في لقاء خص به ''الحوار'' على هامش فعاليات الملتقى المتوسطي لزيت الزيتون الذي اختتمت فعالياته أمس الأول بنزل الأوراسي بالعاصمة أن الدعم الوزاري الذي يتلقاه فرع صناعة زيت الزيتون، إضافة إلى القرارات الأخيرة التي اتخذها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة خلال ندوة بسكرة ستساهم بشكل ايجابي في رفع المعدل الوطني لإنتاج زيت الزيتون على مدار السنوات القليلة المقبلة ليصل إلى نحو 55 ألف طن سنويا. الحوار: إلى أين وصلت عملية إنتاج زيت الزيتون خلال البرنامج الخماسي الراهن وما تقييم تقدم العملية مقارنة مع السنوات الماضية؟ - محمد منديل: بداية تجدر الإشارة إلى أن عملية إنتاج زيت الزيتون عرفت تقدما ملحوظا خلال السنة الجارية بفضل ارتفاع المساحة المغروسة من الأشجار حيث انتقلنا من 150 ألف هكتار خلال البرنامج الخماسي الماضي إلى ما يقارب 300 ألف هكتار في الخماسي الحالي ما ساهم في ارتفاع مرديودية إنتاج الزيتون، فيما نتوقع أن تقدم الوزارة على رفع المساحات الإجمالية في أفاق العام 2014 إلى أكثر من 500 ألف هكتار، ليرتفع بذلك الإنتاج الإجمالي ونصل إلى تحقيق الهدف السنوي المتمثل في بلوغ 55 ألف طن من زيت الزيتون سنويا. أما فيما يخص عملية إنتاج زيت الزيتون فقد تراوحت خلال سنوات التسعينيات ما بين 19 إلى 20 ألف طن غير أننا وصلنا خلال الخماسية الحالية إلى معدل يتراوح ما بين 33 ألف 34 ألف طن، على أن نتوقع بلوغ 55 ألف طن اعتبارا من السنة القادمة بدخول المساحات المزروعة سابقا حيز الإنتاج ويقدر عددها الإجمالي ب 100 ألف طن. وفيما يتعلق بإنتاج زيت الزيتون خلال العام الجاري، إلى أين وصلت العملية، وما هي توقعاتكم لمعدلات الإنتاج النهائية؟ - بالرغم من أن عملية إنتاج زيت الزيتون للموسم 2009- 2010 لم تصل إلى نهايتها بعد إلا أننا تمكنا من تحصيل 55 ألف طن من الزيت، وبدخول الكميات المتبقية في المعاصر سنصل إلى نحو 60 ألف طن وهو ارتفاع قياسي مقارنة مع النسب المسجلة العام الماضي والتي وصلت إلى 28 ألف طن على اعتبار أن الزيادة الحالية تفوق 53 بالمائة، وتعود ضآلة الإنتاج في الموسم 2008- 2009 إلى العوامل الطبيعية التي أثرت سلبا على المردود الوطني، خاصة فيما يتعلق بالجفاف والحرائق وعدم وصول الأسمدة إلى المناطق الجبلية. ما هي الإجراءات التي تم اتخاذها بالتعاون مع الوزارة الوصية لبلوغ الأهداف التي سطرها المعهد بإنتاج 55 ألف طن سنويا؟ - جل الإجراءات الجديدة التي سطرها المعهد بالتعاون مع وزارة الفلاحة والتنمية الريفية تدخل في إطار البرنامج الخماسي المقبل 2010- ,2014 إذ تم برمجة دخول ما يقارب 100 ألف هكتار من المساحات المغروسة حيز الإنتاج مما سيرفع من المعدل الإجمالي السنوي، إضافة إلى ذلك فقد تم تسطير برنامج لغرس 200 ألف هكتار إضافية في ظرف 5 سنوات المقبلة، مع الأخذ بعين الاعتبار تقييم مدى تقدم البرامج المسطرة خلال سنتي 2013 و2014 للوصول إلى التوقعات النهائية لبلوغ هدف 55 ألف طن سنويا من زيت الزيتون. وبخصوص الدعم الذي يلقاه فرع زراعة الزيتون من طرف الوزارة الوصية، ما هو الغلاف المالي المخصص لفلاحي هذا الفرع خلال الخماسية الماضية؟ - وزارة الفلاحة والتنمية الريفية لم تخصص غلافا ماليا خاصا بدعم فرع إنتاج وصناعة زيت الزيتون، وإنما سطرت برامج تدعيمية على غرار تعميم الدعم الموجه لزراعة الزيتون في المناطق السهبية والمناطق الصحراوية عبر كامل التراب الوطني، في حين يرتكز الدعم الراهن على استحداث وسائل التخزين والخروج من الآليات التقليدية، مع تخصيص دعم لاقتناء العتاد على غرار استفادة الفلاحين الراغبين بإنشاء معاصر أو وحدات للتصبير بما يعادل 400 مليون سنتيم. كما كانت القرارات الأخيرة التي اتخذها الرئيس بوتفليقة خلال ندوة التجديد الفلاحي والريفي المنعقدة بولاية بسكرة مؤخرا أثرا كبيرا في دعم إنتاج زيت الزيتون وتوسيع الدعم الموجه لانجاز معاصر الزيتون ولتعزيز قدرات التخزين توضبيه، على غرار منح دعم ب 20 بالمائة لاقتناء الأسمدة، ونحو 25 إلى 30 بالمائة لاقتناء الأجهزة. المعهد التقني للأشجار المثمرة كان يعاني من العديد من المشاكل خلال السنوات الأخيرة بسبب الخسائر المسجلة في العتاد، هل توصلتم إلى تجاوز الضائقة المالية؟ - بفضل الوزارة الوصية التي خصصت دعما ماليا للمعهد بقيمة 100 مليار سنتيم خلال الخمس سنوات الأخيرة تمكنا من إعادة تجديد العتاد الذي تسبب في الضائقة المالية، كما تمكنا من انجاز مخبر للتحسين الوراثي وأخر للصناعات الغذائية، ونحن حاليا بصدد التحضير لانجاز مشاريع مستقبلية على غرار مخبر لتحليل النباتات نهاية السنة الجارية. متى سيدخل هذا المخبر الجديد حيز الإنتاج، وما هو الغلاف المالي المخصص له؟ - من المتوقع أن يدخل حيز الإنتاج بحلول العام 2011 وسيكون مخصصا لتحليل النباتات من الأمراض الفيروسية، على أن تعطى الأولوية للفواكه والكروم، فيما يقدر غلافه المالي ب 30 مليار سنتيم.