كشفت تركيبة حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو إلى احتوائها على أكبر قدر ممكن من الشخصيات المتطرفة التي ترفض في أدبياتها السياسية فكرة السلام مع العرب مهما كان مجحف، من أصلها. ووفقا للإذاعة الإسرائيلية فإن نتنياهو سعى جاهدا لاستكمال توزيع الحقائب على نواب حزبه ليكود قبل عرض الحكومة، ويقول مراقبون إن موقف العرب الداعين إلى السلام مع اسرئيل سيزداد حرجا لا سيما وأنهم لم يحققوا من سياساتهم ودعواتهم وعلى مدى سنوات، شيئا يذكر ومع حكومات توصف بأنها أقل يمينية فما بالك بالحال مع حكومة نتانياهو المتطرفة بأقصى ما تملك من تطرف. وقد عين نتنياهو النائب يوفال شتاينتس فجر امس وزيرا للمالية. وأكد شتاينيتس أن الأزمة الاقتصادية الراهنة ستكون من اهمم القضايا التي يتوجب على وزارته التعامل معها. كما عين نتنياهو النائب موشيه يعلون رئيس الأركان الأسبق وزيرا للشؤون الإستراتيجية ونائبا أول له. والتقى نتنياهو بالقطب الليكودي النائب سيلفان شالوم وعرض عليه تولي حقيبة التنمية الإقليمية ومنصب النائب الأول لرئيس الوزراء فضلا عن عضوية المجلس الوزاري المصغر،ولم تستبعد مصادر حزبية في وقت سابق ان يقرر شالوم عدم الانضمام الى الحكومة في مثل هذه الحالة علما بأنه كان قد طالب نتنياهو بإسناد إحدى الوزارات السيادية اليه. يشار إلى انه من المتوقع أن يتصدر البرنامج النووي الإيراني الأولويات الأمنية في الحكومة المقبلة، وقد واعربت الدول الغربية عن قلقها من موقف الائتلاف الحاكم الذي يغلب عليه التيار اليميني من عملية السلام الفلسطينية القائمة على حل دولتين تعيشان جنبا الى جنب. = وكان نتنياهو قد قال في وقت سابق ان حكومته'' ستقوم بكل ما في وسعها للتوصل الى سلام دائم وعادل مع جيراننا وكل العالم العربي". يذكر ان ائتلاف نتنياهو يميل بشدة إلى اليمين المتطرف حيث يضم إلى جانب حزبه الليكود الذي حصل على 27 مقعدا في انتخابات الكنيست الأخيرة حزب ''إسرائيل بيتنا'' (15 مقعدا) وحزب ''شاس'' الديني (11 مقعدا) وحزب ''البيت اليهودي'' المدافع عن المستوطنين. غير أن نتنياهو نجح في أن يخفف من صبغة اليمينية على ائتلافه بإقناع إيهود باراك زعيم حزب العمل من يسار الوسط والذي حصل على 13 مقعدا في الانتخابات بالانضمام إلى الائتلاف. ويثير التحول إلى اليمين في هوية الائتلاف الذي سيحكم إسرائيل قلق أوساط عديدة في الخارج حول عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.