قال وزير الأتصال عمار بلحيمر بمناسبة اليوم الوطني للمجاهد أن هجمات الشمال القسنطيني التي نفذها مجاهدون أشاوس من مختلف جهات الوطن استهدفت المنشآت والمراكز الاستعمارية الحيوية وأصابت قوات الاحتلال في الصميم داحضة بذلك أسطورة "الجيش الفرنسي الذي لا يقهر" . واضاف بلحيمر خلال حفل بالمناسبة ان هجمات الشمال القسنطيني ساهمتفي تدويل القضية الجزائرية وفي إيصال صوت الثورة التحريرية الموحدة باعتبارها ثورة شعب بكامله يناضل من أجل السيادة والكرامة. واضاف بلحيمر إن نجاح هذه الهجمات أفقد العدو صوابه ليتنقم كعادته بوحشية وجبن من المدنيين العزل حيث حشر آلاف الرجال والنساء والأطفال والشيوخ وقام بإعدامهم في اليوم الموالي للهجمات. لكن أسلوب الترهيب والهمجية الاستعمارية زاد الجزائريين تلاحما وإصرارا على إنجاح ثورتهم النوفمبرية العظيمة وهو ما أكده مؤتمر الصومام التاريخي سنة 1956. واردف بلحيمر إن هذا المؤتمر الذي احتضنته قرية "إفري " في منطقة القبائل المجاهدة والذي كان جل مهندسيه شبابا متشبعين بالوطنية عزز مسار ثورة نوفمبر المجيدة بوحدة الصف والكلمة وبالتنظيم والهيكلة اللازمة في سبيل استرجاع السيادة الوطنية كاملة غير منقوصة. واضاف بلحيمر إن هذين الحدثين البارزين في تاريخ الجزائر المعاصر يعكسان شيم الشعب الجزائري المتفردة في الوحدة والتلاحم وهو ما جسدته مؤخرا الهبة الفطرية للشعب خاصة الشباب في مساعدته وتضامنه مع سكان المناطق التي اجتاحتها حرائق مهولة لاسيما في ولايتي تيزي وزو وبجاية. لقد تعلمنا من دروس الماضي أن اليد الواحدة والصف المرصوص هما صمام أمان للجزائر التي ورغم كيد الكائدين ومكر الماكرين تظل واقفة بفضل وعي وحب وتضحيات أبنائها لاسيما من أفراد الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني. وعلينا جميعا المساهمة في هذا المجهود الوطني النبيل بل أقول المقدس لاسيما بتلقين أمجاد الماضي للناشئة كجزء نير من هويتنا ومن ذاكرتنا الجماعية التي عقدت الجزائر العزم على صيانتها بالتمجيد واستلهام العبر وبمطالبة فرنسا باسترجاع حقوقنا المنهوبة من أرشيف وممتلكات مادية ومعنوية غير قابلة للتنازل أو النسيان. لقد أكد رئيس الجمهورية الذي جعل من ذكرى مجازر الثامن ماي 1945 يوما وطنيا للذاكرة أن "تاريخنا سيظل في طليعة انشغالات الجزائر الجديدة وانشغالات شبابها، ولن نفرط فيه أبدا في علاقاتنا الخارجية".