تتواصل برواق محمد راسم بالعاصمة فعاليات المعرض التشكيلي للفنان الفلسطيني الراحل ناجي العلي، معرض اراد من خلاله الفنان الثأر لنفسه ولقومه من خلال رسوماته التي جسد فيها معاناة الأرض المقدسة والشعب الفلسطيني. ناجي العلي في سطور هوناجي سليم حسين العلي، من مواليد 1939 ابن قرية الشجرة وهي قرية تقع بين الناصرة وطبريا في الجليل الشمالي من فلسطين. كان من بين المشردين العام 1948 فنزح مع عائلته مع أهل القرية باتجاه لبنان (بنت جبيل) وهو من أسرة فقيرة تعمل في الزراعة والأرض. لجأ إلى مخيم عين الحلوة شرق مدينة صيدا حيث سكن وعائلته بالقرب من بستان أبوجميل قرب الجميزة منطقة ''عرب الغوير''. معاناة ناجي في المخيم أحدثت لديه صحوة فكرية مبكرة، عرف انه وشعبه، كانا ضحايا مؤامرة دنيئة دبرتها بريطانيا وفرنسا، متحالفة مع الحركة الصهيونية. درس ناجي العلي في مدرسة ''اتحاد الكنائس المسيحية '' تحصل على شهادة '' السرتفيكا'' اللبنانية، ولما تعذرت عليه متابعة الدراسة، اتجه للعمل في البساتين وعمل في قطف الحمضيات والزيتون، لكن بعد مدة، ذهب إلى طرابلس القبة ومعه صديقة محمد نصر شقيق زوجته (لاحقاً) ليتعلم صنعة في المدرسة المهنية التابعة للرهبان البيض. في 1957 سافر إلى السعودية بعدما حصل على دبلوم الميكانيكا وأقام فيها سنتين، كان يشتغل ويرسم أثناء أوقات فراغه، ثم عاد بعد ذلك إلى لبنان وفي 1959 انخرط في حركة القوميين العرب وفي العام 1960 - 1961 أصدر نشرة سياسية بخط اليد مع بعض رفاقه في حركة القوميين العرب تدعى ''الصرخة ''. وفي نفس السنة دخل الأكاديمية اللبنانية للرسم ( أليكسي بطرس) لمدة سنة، إلا أنه ونتيجة ملاحقته من قبل الشرطة اللبنانية، لم يداوم إلا شهراً أو نحو ذلك، وما تبقى من العام الدراسي أمضاه في ضيافة سجون الثكنات اللبنانية، حيث وبعد الافراج عنه ذهب إلى مدينة صور ودرس الرسم في الكلية الجعفرية لمدة ثلاث سنوات. أهم أعماله ومشاركته في المعارض الدولية شاركت رسوم ناجي العلي في عشرات المعارض العربية والدولية. وصدرت له ثلاثة كتب في الأعوام (1985 ,1983 ,1976)، ضمت مجموعة من رسوماته المختارة . كان يتهيأ لإصدار كتاب رابع لكن رصاص المغتالين لم يمهله ولم يتم العمل. حصلت أعماله على الجوائز الأولى في معرض الكاريكاتير للفنانين العرب الذي أقيم في دمشق في سنتي 1979 - 1980 م . نشر اكثر من 40 ألف لوحة كاريكاتورية طيلة حياته الفنية، عدا عن المحظورات التي مازالت حبيسة الأدراج، ما كان يسبب له تعباً حقيقياً. اغتيل في لندن يوم 22 / 7 / 1987 وتوفي 29/ 8/ 1987 م. وبعد وفاته، أقيم مركز ثقافي في بيروت أطلق عليه اسم ''مركز ناجي العلي الثقافي'' تخليداً لذكراه، كما حملت اسم الفنان مسابقة الرسم الكاريكاتوري أجرتها جريدة '' السفيرس . وقد وصف الاتحاد الدولي لناشري الصحف في باريس ناجي العلي، بأنه واحد من أعظم رسامي الكاريكاتير منذ نهاية القرن الثامن عشر، ومنحه جائزة ''قلم الحرية الذهبي'' وسلمت الجائزة في إيطاليا إلى زوجته وابنه خالد، علماً بأن ناجي العلي هو أول صحافي ورسام عربي ينال هذه الجائزة .