عمال المناطق الداخلية غادروها من أجل الانتخابات عرفت عشية التاسع من أفريل حركة غير عادية في محطات نقل المسافرين كمحطة التاكسي والحافلات بخروبة، فقد غادر العديد من العمال القاطنين خارج العاصمة متوجهين إلى ولاياتهم ومدنهم على غير العادة سيما منهم من تعود على زيارة أهله مرة كل شهر أو خلال العطلة السنوية فقط. اغتنم عمال الشركات الخاصة ممن يعيشون بعيدا عن أهلهم فرصة الانتخابات الرئاسية للتوجه إلى منازلهم بحجة ضرورة الإدلاء بأصواتهم بأنفسهم، حيث نافسهم في ذلك أيضا بعض الطلبة الجامعيين حتى وإن كانت السلطات قد خصصت لهم مكاتب تصويت داخل الإقامات الجامعية، إلا أن الانتخابات صارت مناسبة بالنسبة للكثيرين من المشتاقين لملاقاة أهلهم لقضاء أوقات مرحة في جو عائلي. عطل من دون أجر من أجل الانتخاب علمت ''الحوار'' من مصادر مطلعة أن هناك عمالا أقدموا على أخذ عطلة من دون أجر لمدة أسبوع للتمكن من أداء واجبهم الانتخابي حتى يرتاحوا من جو العمل والروتين اليومي، وحتى لا يفكروا في دفع ثمن تذكرة السفر دون أن يستمتعوا في سفرهم هذا، فكما أوضحت مصادرنا يجد هؤلاء العمال راحتين في آن واحد، راحة من الإرهاق في العمل يجدد من خلالها نشاطه، وراحة بال في أن يختار بنفسه الشخص المناسب الذي يتولي أمور الحكم بدل تفويض من يقوم بهذه المهمة في مكانه. ''ندير'' واحد من أولئك العمال الذين صاروا يترقبون الفرص ويقتنصونها للتمكن من ملاقاة عائلاتهم في فترات الأعياد الدينية والأيام الوطنية المصنفة كعطل مدفوعة الأجر، إلا أنها غير كافية ولا شيء يقارن بلحظة واحدة في كنف العائلة، اغتنم هذا الأخير الانتخابات الرئاسية للحصول من رب العمل على عطلة غير مدفوعة الأجر متحججا بتوجهه إلى مسقط رأسه بولاية قالمة من أجل الانتخاب، يقول إنه اشتاق إلى والدته وطبخها الذي لم يتذوقه منذ عيد الفطر الماضي، فلم يعاود زيارتها منذ ذلك التاريخ وحديثه معها يوميا عبر الهاتف لا يغنيه عن رؤية وجهها، ولأن صاحب المؤسسة التي يعمل بها لا يستغني عنه لخبرته الواسعة يرفض السماح له بأخذ العطل في غير وقتها، انتظر على أحر من الجمر تاريخ 9 أفريل لأخذ قسط من الراحة والدخول بعدها بنشاط جديد. الطلبة مددوا فترة العطلة إن كان العمال قد فضلوا أخذ عطل من دون أجر فإن الطلبة الجامعيين قاموا بتمديد عطلة الربيع الممتدة من 19 مارس إلى 4 أفريل وفقا لما حددته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية، مستغلين هذه الفترة للمراجعة لأن امتحانات السداسي الثاني ستنطلق هذا الأسبوع، فكما قال لنا بعض الطلبة الذين لم يتمكنوا من التوجه خلال العطلة إلى منازلهم وخاصة سكان الجنوب لارتفاع سعر تذكرة السفر، ضرب زملاؤنا عصفورين بحجر واحد، لكننا حتى وإن لم نتمكن من زيارة أهلنا أو التواجد في ولايتنا سنؤدي واجبنا الانتخابي في ظروف عادية، لأن إدارة الإقامة الجامعية فتحت مكاتب اقتراع متنقلة.