تقلص الاستثمار في مجال إنتاج الكروم بولاية سيدي بلعباس على الرغم من أن المنطقة تشتهر منذ القدم، بتخصصها في زراعة هذا النوع من المحاصيل، لا سيما بلديات ''تسالة'' و''تنيرو'' و''سيدي ابراهيم'' وغيرها التابعة إقليميا لولاية سيدي بلعباس على مسافة تناهز ال 30 ألف هكتار، لكن هذه المساحة تراجعت لتصل حدود 20 ألف هكتار استغلت فيما بعد في إنتاج الحبوب، بمساحة تقدر ب 5000 هكتار تمت زراعتها مع بداية الألفية نظرا لتطبيق البرنامج الوطني في إطار صندوق ضبط التنمية الريفية الذي أسهم في استقطاب فئة الفلاحين وإعادة الاعتبار لهذا النوع من الزراعة. ليصل بذلك عدد البلديات التي تنتج الكروم إلى أكثر من 40 بلدية، من أصل 52 التي يضمها التراب الولائي، لكن الفلاحين يجزمون بتحول واضح في هذا النشاط، ككساد المحصول وزهد الثمن المخصص لهذا النوع من المنتجات، مقابل قنطار من الإنتاج مما جعل المنتجين يتعاملون مباشرة مع الخواص، كما يقترحون بيع منتجاتهم بالسوق الموازية، فيما قامت فئة واسعة من الفلاحين بتغيير نشاطهم نحو زراعة محاصيل أكثر مردودية والتوجه لزراعة الحبوب، نظرا لدعم هذه المادة، مطالبين بضرورة تقييم الوضعية الراهنة من طرف الأولياء وتسهيل كل الإجراءات الميدانية للمنتجين، خصوصا من جانب تسويق هذه المادة، ناهيك عن ضرورة إحداث تخصصات في مراكز التكوين المهني حول كيفية الغرس والقطف والتقليم، وكذا التلقيح لضمان بقاء هذه المهنة لصالح للفلاحين الصغار، وضرورة ترميم وتأهيل الأقبية الموجهة للتخزين، مع العلم أن فئة هامة من الفلاحين قد أبدت تخوفها من انحدار هذا النشاط، فإنتاج الحبوب خلال موسم 2008 قد تراجع بدوره مقارنة بالسنوات الماضية حيث قدر الإنتاج ب 56 ألف قنطار.