ليست خرجة من خرجات خيال المبدعين .. ليست بدعة ابتدعها المؤلفون .. فعلا هي هنا عندنا .. نعم في بلدنا الجزائر .. وبالضيط في في شرشال .. كيف وصلت الى هنا .. وما الذي اتى بها الينا .. وماذا فعلت ؟ تلك حكاية اغلبنا لا يعرف عنها شيئا .. مثل كثير من العجائب التاريخية والحضارية والتراثية التي تزخر بها ارضنا ولا ندري اصلا بوجودها .. ولكن الالم والفجيعة تطرق ابواب الملوك والحكام ايضا .. فجأة ..امها كيليو باترا الملكة المبجلة ماعادت في الحياة .. تحطم العرش وهوى الملك العزيز على يد الرومان .. فما لسيلينا ان تعيش بلا تاج .. بلا حكم .. بلا صولجان الملك .. ابنة الملكة لم تحتمل رياح الذل ولم تطق ذهاب مجدها وعزها .. ما العمل ؟ ما الحل ؟ كيف تنجو بنفسها كيف تنتقم؟ كيف تثار لامها .. كيف تسترجع تاجها وملكها الضائع .. '' الحرقة '' نعم .. لا حل غيرها .. ورمت بها امواج الاقدار الى الجزائر..ووضعت قدميها على شاطئ شرشال لتطأ ارض النجاة .. حيث كان الحب في انتظارها .. ليس وحده بل مع تاج الملك الذي كللها به الزعيم يوبا .. يوبا العاشق الولهان ابن زعيم بربري .. جمعهما حب ملتهب ونقمة اكثر التهابا على روما ... والتقى القلبان المتحابان الحاقدان فقررالامبراطور اكتافيوس ان يزوجهما وان يضع يوبا على عرش نوميديا الاسم القديم للجزائر .. وهبت رياح السعادة والمجد على سيلينا وزوجها الملك يوبا وارادت لها الاقدار ان تسترجع الملك والتاج ولكن في ارض الجزائر التي عاشت فيها حتى اخر ايامها .. وهي اليوم ترقد في عز واطمئنان في قبر شيده لها يوبا زوجها المحب بمنتهى البهرجة والفخامة وسمي ب''قبر الرومية'' ويقال انها تسمية خطا لان سيلينا وقتها لم تكن تدين بالمسيحية ..