شدد قياديون ومسؤولون فلسطينيون على أن حق العودة إلى الأراضي الفلسطينية التي هجروا منها قسرًا عام 1948 لن يسقط بالتقادم، موضحين أن الأجيال الفلسطينية لن تتوقف عن العمل من أجل العودة إلى أرض الآباء والأجداد. وجاء ذلك خلال كلمات ألقاها مسؤولون فلسطينيون خلال اختتام أعمال مؤتمر فلسطينيِّي أوروبا السابع المنعقد بحضور أكثر من عشرة آلاف فلسطيني في مدينة ميلانو الإيطالية، أمس، والتي قوبلت بحفاوةٍ بالغةٍ من الجماهير الفلسطينية المحتشدة في المؤتمر. إلى ذلك ذكرت صحيفة ''فلسطين'' أن رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية أكد أن مؤتمر فلسطينيِّي أوروبا الذي ينعقد هذا العام تحت شعار ''العودة حق.. لا تفويض ولا تنازل'' خير شاهدٍ على ''أن الحق لا يسقط بالتقادم ما دامت له قوةٌ تحمله وتحميه، وجيلٌ مؤمنٌ يتسم بالقوة والحكمة والصلابة، ويرى في العودة ثابتًا لا متغير مهما تغيَّرت الظروف". وحثَّ هنية وفود فلسطينيِّي أوروبا على الاهتمام بعددٍ من القضايا؛ منها تشجيع المؤسسات الحقوقية في أوروبا لإرسال لجانٍ لتقصِّي الحقائق، والاطلاع عن كثبٍ على حجم الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق المدنيين العزَّل من النساء والأطفال على أرض قطاع غزة، والعمل على رفع دعاوى أمام المحاكم الدولية والمحلية في العواصم الأوروبية ضد مجرمي الحرب في دولة الاحتلال، والتحرك لإنشاء عدة متاحف في العواصم الأوروبية لتوثيق جرائم الحرب الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وحماية تاريخ القضية الفلسطينية التي تعمل آلة الدعاية الصهيونية على طمس صفحاتها وطيِّها من الذاكرة الجماعية للشعوب الغربية. ودعا هنية جماهير فلسطينيِّي أوروبا إلى إقناع صناع القرار في الغرب بضرورة احترام خيارات الشعب الفلسطيني والابتعاد عن سياسة الكيل بمكيالين، مشيرًا إلى أن حركة المقاومة الإسلامية ''حماس'' فازت بانتخاباتٍ حرةٍ شهد العالم على نزاهتها وشفافيتها، وأن الواجب يقتضي التسليم بنتائجها لا التنكر لها والتحريض ضدها لإفشال تجربتها؛ الأمر الذي يتناقض مع الدعوات الغربية حول نشر الديمقراطية في ربوع المنطقة. وبخصوص السياسات الأوروبية، طالب هنية أوروبا باتخاذ قرار جريء برفع اسم حركة المقاومة الإسلامية ''حماس'' وفصائل المقاومة الفلسطينية عن قائمة ما يسمَّى ''المنظمات الإرهابية''، مشددًا على أن إدراج ''حماس'' في تلك القائمة خاطئ؛ إذ إن ''حماس'' حركة تحرُّرٍ وطنيٍّ، وتتحرك داخل الأرض الفلسطينية، ومشكلتها مع الاحتلال الصهيوني، ولا تسعى إلى توسيع الصراع مع أحدٍ في المجتمع الدولي. يشار الى ان مؤتمر فلسطينيِّي أوروبا، الذي يُعد أضخم فعالية فلسطينية في الخارج، يلتئم للعام السابع على التوالي، وسط اهتمامٍ جماهيريٍّ وسياسيٍّ وإعلاميٍّ.