أكد البروفيسور ناصر وضاحي، رئيس مصلحة الطب الداخلي بالمستشفى الجامعي لبباب الواد بالجزائر العاصمة، على ضرورة أخذ بعين الاعتبار السياق والعينات أثناء إعداد الأرقام والإحصاءات المتضمنة في الدراسات الوبائية. وأوضح السيد وضاحي خلال محاضرة تحت عنوان ''داء السكري بالجزائر ثقل الأرقام''، أنه ''لوحظ أن نسب الإصابة بداء السكري متفاوتة عندما يتعلق الأمر بالأرقام والإحصاءات. في مداخلة له في اليوم الثاني والأخير للمؤتمر الجزائري الأول حول البيولوجيا العيادية، تطرق البروفيسور إلى الدراسات المتعلقة بالإصابة بداء السكري التي أعدتها ثلاث مؤسسات مختلفة اعتمادا على عينات مختلفة وفي مراحل متفاوتة، ويتعلق الأمر بالتحقيقات حول الإصابة التي يجري إعدادها في إطار مشروع ''تاهينا'' القائم بين المعهد الوطني للصحة العمومية والاتحاد الأوروبي. وتمحورت هذه الدراسة حول الانتقال الوبائي والآثار على الصحة ب 16 ولاية، حيث تم إحصاء 3ر12 بالمائة من الأشخاص المصابين بداء السكري من مجموع سكان يتراوح سنهم بين 35 و70 سنة في .2005 ومن جهتها أحصت الجمعية الجزائرية لارتفاع ضغط الدم 4ر11 بالمائة من الأشخاص المصابين بداء السكري في سنة 2004 ضمن 11 ولاية، بعد دراسة أجرتها على مرضى يفوق سنهم 18 سنة. للإشارة، فإن الدراسة التي باشرتها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بالتعاون مع المنظمة العالمية للصحة، قد خصت ولايتين في سنة 2003 ومست شريحة من السكان بين سن 25 و64 سنة. وأشار البروفيسور وضاحي أنه حتى في حال ما إذا كانت الأرقام المتناقلة ''ليست متناقضة'' إلا إنه من الضروري أخذ بعين الاعتبار شريحة العمر والمعيار التمثيلي للسكان موضوع الدراسة. وبخصوص الأرقام ''المقلقة'' التي قدمتها المنظمة العالمية للصحة بشأن تضاعف عدد السكان المصابين بداء السكري في أفق ,2030 دعا البروفيسور وضاحي إلى كشف في الوقت الملائم الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة على غرار الأشخاص الذين يبلغ مستوى السكر في الدم لديهم على الريق 10ر1 و 26ر1 ملغ. في الصدد ذات ه، أشار إلى أنه من الممكن التصدي لهذه التوقعات ''المقلقة'' لمنظمة الصحة العالمية عن طريق وسائل غير علاجية والمتمثلة -كما قال- في ''مباشرة برنامج غذائي وطني'' موجه لتعليم الأطفال الأكل الصحي والتخفيف من تناول الحلويات مع حثهم على ممارسة النشاط الرياضي.