في الثالث والعشرون من الشهرالجاري وإلى غاية 01 اوت القادم ستضاء فضاء مسرح المدرج في جميلة إعلانا عن بداية الدورة الرابعة من هذا المهرجان الذي أضحى منذ ثلاث سنوات التظاهرة الثقافية الصيفية الأبرز في ولاية سطيف بعد أن ذاع صيته محليا وعربيا. أسماء لامعة اختارتها محافظة المهرجان هذه السنة لتكون حاضرة ضمن فعاليات الحدث الفني، يتعلق الامر بالكينغ الشاب خالد، والفنانة التونسية لطيفة العرفاوي إلى جانب نخبة من ألمع نجوم الاغنية الجزائرية والعربية. واذا عدنا إلى التاريخ وقلبنا بين صفحاته ونبشنا في ذاكرته نجد ان هذه الحجارة التي تكتب تاريخها منذ زمن بعيد تكشف لنا عن صدى تاريخ ''جميلة'' العظيم. على بعد 300 كلم وتحديدا بولاية سطيف، تقع مدينة جميلة، وبالضبط شرق العاصمة الجزائرية، التي يمتد تاريخها إلى عهد الإمبراطورية الرومانية وتحت قيادة الإمبراطور الروماني نيرفا، آثارا رومانية من العيار الثقيل، كوزيتوس كاسفينوس كراكلا وفينوس '' إله الجمال ''.. هي أسماء رومانية مرت على المدينة..مدينة بها مسرح يتسع لحولي 3000 مشاهد.. هوالمسرح المدرّج الذي يمتد على مسافة آلاف الامتار، المسرح الذي بقيت بعض أطلاله إلى اليوم، والمدرّج الذي كان ومازال يستغل في العروض الفنية المختلفة. في صيف 2005 ولدت الدورة الأولى لمهرجان جميلة الدولي الذي انطلق بعروض فلكلورية وحفلات فنية ساهرة، تداول على ركحها العديد من الوجوه الفنية الجزائرية منها والعربية ، إلى جانب فنون البالي والرقص والفنون الشعبية من دول وثقافات مختلفة. ومن بين الأسماء الكبيرة التي مرّت على جميلة الفنان المغربي عبد الهادي بلخياط، والمصري إيهاب توفيق، واللبنانية كارول سماحة والتونسي صابر الرباعي وغيرهم كثيرون... هذه بعض صفحات أوشيء من ذكرى زمن المهرجان الذي اختار لنفسه أن يضرب موعدا مع المجد من عمق التاريخ، وجمال عروضه الفنية التي جعلت منه حلم كلّ النجوم. فهل ستمتلئ مدرجات هذا المسرح المدرّج كما تعوّدنا في سهراته التي لا تنسى؟ وهل سيعيدنا الحاضر إلى السنوات السابقة للمهرجان؟ وهل يستفيق ''نيرفا'' من سباته وهومبتهج بما صنعه الأحفاد؟