بضعة أيام فقط تفصلنا عن الموعد الثقافي العالمي الهام بايطاليا، يتعلق الأمر بالمهرجان العالمي ''فيفاس '' لنشاطات الطفولة الفنية والرياضية والثقافية في طبعته السابعة الذي تحل به الجزائر ضيفة، ولأول مرة، ممثلة في الجمعية الثقافية'' آمال الشباب'' لولاية بومرداس، لتكون بذلك البلد العربي الوحيد الذي يشارك في هذه التظاهرة العالمية. ''فيفاس'' تظاهرة ثقافية سنوية متميزة متخصصة في نشاطات الطفولة الفنية والرياضية، تعقد دورتها السابعة هذه السنة على امتداد ثلاثة أشهر، حيث يكون الافتتاح في 12 جوان القادم بمدينة سانتا مونتانا بإيطاليا وتستمر التظاهرة إلى غاية 12 أوت القادم. تأتي مشاركة الجزائر لأول مرة في مهرجان ''فيفاس'' العالمي بدعوة رسمية من إيطاليا ب 100 طفل يقسمون إلى 5 أفواج يضم كل فوج 20 طفلا وطفلة يمثلون 48 ولاية جزائرية يؤطرهم رئيس وفد ومترجم ومنشط ومنشطة. وقد جاءت الدعوة، حسب ما أكده رئيس جمعية أمل الشباب السيد هاني ل''الحوار''، بعد أن ذاع صيت الجمعية وبعد النجاح الذي حققته خلال مشاركتها في المهرجان الدولي الثامن للطفولة بأوكرانيا العام الماضي، حيث لاحظ الوفد الايطالي المشارك في ذات التظاهرة قوة وبروز الوفد الجزائري الذي حصد أغلب جوائز المهرجان وصنف في المرتبة الثانية ''عليه تمت دعوتنا رسميا لتمثيل الجزائر والعرب في مهرجان إيطاليا العالمي وعليه سيكون للجزائر الحظ في تمثيل العرب للمرة الثانية في أعظم وأكبر حدثين عالميين، يتعلق الأمر بمونديال 2010 ومهرجان إيطاليا فيفاس''. كوكتال فني بألوان عالمية يضم برنامج هذه الدورة، حسب ما أوضحه هاني، فقرات متنوعة تمس مختلف المجالات الفنية، الثقافية، الرياضية والترفيهية، بالإضافة إلى تنظيم خرجات وزيارات ميدانية لفائدة الأطفال المشاركين، حيث تمت برمجة -حسب محدثنا - لقاء الوفود المشاركة مع البرلمانيين الإيطاليين ولقاء آخر مع المجتمع المدني إلى جانب تنظيم زيارة خاصة إلى المحاكم، حيث سيكون للأطفال الجزائريين وأطفال الدول المشاركة لقاء مع المحامين والقضاة، وكذا زيارة جمعيات المسعفين، فضلا عن تنظيم لقاء خاص مع اللاعب الايطالي الكبير والوزير السابق كارلو ديفوتي. هذا وسُطرت ضمن البرنامج أيضا ألعاب رياضية فردية وجماعية منها كرة السلة وكرة الطائرة، وفي الأجندة الفنية أطباقا متنوعة تشمل عروضا مسرحية، أوبرات سهرات فنية، استعراضات ورقصات تقليدية. ولعل ما يميز هذه التظاهرة كونها ثقافية فنية ورياضية، تسعى بالأساس للتعريف بثقافة كل بلد بعاداته وتقاليده وإثارة فضول الحضور الثقافي والمعرفي، وتفسح له مجال اكتشاف المواهب الفذة المكنونة لدى البراعم الصغار الذين يمثلون 167 دولة من مختلف أنحاء العالم تتقدمهم لأول مرة الجزائر كبلد عربي وحيد في هذه الدورة، وهي بذلك تمثل كل الدول العربية. تُقدم العروض والاستعراضات في فضاء ثقافي بمدينة سانتا مونتانا بقلب روما، فضاء مفتوح في وجه الجميع يقدم فيه كوكتال فني بألوان وأشكال عالمية متنوعة تجسد ثقافة كل بلد. الجزائر تمثل العرب ولأول مرة في مهرجان عالمي يغطي برنامج التظاهرة، هذه السنة، تقريبا، جميع الدول الأجنبية تتقدمهم الجزائر لأول مرة إلى جانب نحو 176 دولة أجنبية ممثلة في وفود من كل من جورجيا، البلقان، تركيا، بلغاريا وروسيا، فضلا عن حضور الوفد الأمريكي بقوة خلال هذه الطبعة، حيث يخصص كل يوم من أيام المهرجان لاحتضان ثقافة البلد المشارك. وسنسافر عبر البرنامج الذي أعدته جمعية أمل الشباب بومرداس لهذا الغرض عبر مختلف المحطات الثقافية والفنية لمناطق الجزائر، حيث سيكون حفل الافتتاح في شكل لوحة استعراضية تختصر التاريخ والحضارات التي تعاقبت على الجزائر يترجمها الأطفال المشاركون بألبسة تقليدية تعكس عادات وتقاليد مناطق بلادنا الشاسعة يليها تقديم الوفد الجزائري المشارك للأغنية الايطالية المشهورة ''ératnac imitahc al'' جماعيا. كما يشمل البرنامج تقديم محاضرة حول تاريخ الجزائر تقدم باللغة العربية وتترجم إلى الانجليزية هدفها التعريف بتاريخ وعراقة الجزائر، عاداتها وتقاليدها تنظيم معرض للصور يحمل عنوان ''الجزائر في صور تحمل الجانب التاريخي التراثي والسياحي للجزائر، وكذا عرض تحف تذكارية من كل مناطق الجزائر وسهرات موسيقية يقدم خلالها كوكتال موسيقي يشمل كل الطبوع الجزائرية، وعرض أزياء للألبسة التقليدية التي تمثل مختلف مناطق الجزائر، ناهيك عن تحضير أكلة شعبية جزائرية محلية تعمم كوجبة عشاء تقدم لكل الوفود المشاركة. أما الفترة المسائية فتشمل تقديم مسابقة الهدف منها خلق جو ديناميكي بين الوفود الحاضرة وتقديم هدايا رمزية جزائرية لها وتقديم استعراضات في الفنون القتالية، برنامج مكثف يحضر فيه الطفل الجزائري بعنفوانه وشغبه الجميل. برنامج لن يترك جمهوره الأجنبي متفرجا سلبيا أمام اللوحات الاستعراضية المبهرة التي أعدت لهذا الغرض والتي تمثل شهادات ناطقة لمسار أصحابها، وبالتأكيد فهي تُخلخل الأفكار السائدة والمُسبقة في عدد من جوانب الحياة البشرية في أكثر من بقعة وعروض فنية تشخص في لوحة استعراضية تقدم من خلالها رقصات عدة قبائلية، شاوية، قسنطينية، رقصة الڤناوي، العلاوي والتلمساني وغيرها. جدارية جماعية لإحياء السلم العالمي يتوقع أن تكون التظاهرة فرصة للتفاعل الثقافي بين بلدان العالم، وطرح قضية فكرية وثقافية تقع في مركز اهتمامات الأمة، يتعلق الأمر برسم جدارية دولية تناقش مواضيع ذات صلة بالسلم في العالم تجمع الوفود المشاركة، لإحياء اليوم العالمي للسلام كهمزة وصل بين البلدان المشاركة. ويبقى الهدف من مشاركة جمعية أمل الشباب في هذه التظاهرة، يقول رئيسها، ''هو التمثيل النوعي غير التقليدي للثقافة الجزائرية والتعريف بالجزائر والشعب الجزائري لنؤكد للعالم أن الجزائر ليست دولة حديثة الاستقلال بل موجودة منذ قرون غابرة، بلد مسلم عربي عظيم متنوع الثقافات ومتلاحم شعبا وموحد فكريا''. وبخصوص اختيار الأطفال المشاركين في التظاهرة سيكون، حسب هاني، على أساس المواهب والقدرات العقلية والذهنية بمعنى الأطفال المتفوقين في مجال معين وقد تم تحديد سن المشاركة، حسب القنصل الايطالي بالجزائر، من 10 سنوات إلى 14 سنة. وقد أعلن رئيس الجمعية هاني عن فتح مسابقة وطنية خاصة بالمناسبة لانتقاء الأطفال الذين يريدون المشاركة في هذه التظاهرة في مختلف المجالات الفنية والرياضية، كما فتح المجال، حسب ذات البيان، للجمعيات ذات الطابع الفني والفولكلوري والرياضي الراغبة في المشاركة في المهرجان بفرقة متكونة من 5 أفراد على أكثر تحديد. وللراغبين في المشاركة في مهرجان ''فيفاس'' إرسال السيرة الذاتية الخاصة بهم مرفوقة بقسيمة المشاركة المتواجدة بجريدة ''الحوار'' إلى مقر جريدتنا.