النباتات الطبيعية تستهوي الجزائريين رغم ارتفاع أسعارها تميزت ساحة البريد المركزي في الجزائر العاصمة بعرض خاص بمجموعة مميزة من النباتات المختلفة، كما شهدت إقبالا واسعا للمواطنين والزوار على التحف الطبيعية التي زينت حنايا المعرض الذي انطلق في الفاتح من مارس وسيستمر إلى غاية نهاية شهر أوت. عرض مفتوح وإقبال واسع للزوار اقتربت من أحد العارضين الذين سبق لهم إقامة معارض مختلفة عبر القطر الجزائري، عبد الكريم 22 سنة يشتغل في هذا المجال منذ الصغر، حيث يعمل في مشتلة العائلة التي تقع ببوفاريك، يقومون بإنتاج وتسويق الورود والنباتات والثمار داخل وخارج الوطن، كما يستوردون بعض الانواع النادرة من النباتات ك PETCHUMIA وPEGUMIA بجميع أنواعها ومعظمها يستورد من فرنسا وإسبانيا وهولندا، خاصة ويضيف أن الاسعار ارتفعت بالمقارنة مع السنوات الاخيرة وذلك للتغير الحاصل في المناخ الذي يضر بالبعض من النباتات التي تحتاج إلى عناية فائقة، أما عن المبيدات فهم يستعملونها بكميات قليلة ويفضلون استخدام الادوية والعلاجات المصنوعة من بعض الاوراق والجذور. التنوع الكبير والتعاون في الأسعار أما عن الانواع فتوجد أنواع مختلفة وكل نوع فيه عدة أصناف وكل صنف تلزمه عناية خاصة به، يقول عبد الكريم، فمثلا توجد أصناف تعيش في الظل تسقى مرتين في الاسبوع خاصة في فصل الصيف كالكالبتوس، سينغانيوم، وصنف آخر يسقى ثلاث مرات في الاسبوع، يحب ضوء الشمس كالفيسين وسبارغيس. كما توجد أصناف صغيرة وأخرى كبيرة حسب النوعية والندرة، ولكل واحد سعر خاص بها بداية من 150 دينار إلى 20 ألف دينار. ففي الفئة الصغيرة هناك PAGITANE وPETOUNIA وG-ATON وLA MISERE JAPONAISE الحبق المغربي ويقدر ثمنها ب 150 دينار، وتعد هذه النباتات نباتات زهرية يمكن استخدامها للتزيين في أي مكان كما توجد أنواع أخرى من النباتات يقدر ثمنها ب 1200 دينار. DRASIMIA وFENIX الفجلة وL CARTISE المكشا FICHIABOUSHIS المزخرف GOLDEN BICHARDE الفيجلا وسعرها 200 دينار والفئة الكبيرة هناك FIXIS HAWAI الفجلة واشنطن GOLDEN ويقدر ثمنها ب 450 دينار. أما عن النباتات الاكثر طلبا فهناك الياسسمين بجميع أنواعه، فهناك الياسمين الجزائري، التركي، الياباني والياسمين، الفل وهو العربي الاصيل الذي يقدر ثمنه ب 500 دينار، كذلك مسك الليل نظرا لرائحته الزكية وسعره 150 دينار، الحبق الذي يستعمله بعض الاشخاص في الطهي وإبعاد الباعوض. ويقول عبد الكريم كذلك الفيجل الذي يستعمله بعض الناس لتعطيس الاطفال كذلك LES ROSISES العذراء، الفجلا. تسميات مختلفة ومعتقدات قديمة مما يلفت الانتباه أن هناك بعضا من الزوار يطلقون أسماء مختلفة للعديد من النباتات غير أسمائها الاصيلة، فهناك مثلا نبتة الكاكتيس التي يزعم مستعمولها أنها تبعد الحسد والعين غير أنها عمليا، يقول عبد الكريم، تفيد في إبعاد الموجات التي يصدرها التلفزيون والحاسوب. كذلك لسان العجوز أوSENSIFOUNIA ويقدر ثمنها ب 150 دج العذراء أوL ENTAUSIA ثمنها 250 دج أسركس أوLA FOUGIERE كذلك 250 دج POTOSE أو كما يسميها البعض قلب عبد الرحمن، وثمنها يقدر ب 200 دج ونبتة GERANIAUME المعروفة بالخداوج الموجودة بنوعيتها الفراشة وTAMBORD وتعرض ب 250 دج. أما من ناحية الإجهاد، فيقول عبد الكريم أنها مهنة متعبة جدا كون أن كل صنف يحتاج لعناية خاصة به. التفاوت في الاسعار راجع للحجم والندرة والعناية الفائقة ومن عبد الكريم انتقلنا إلى عمار وهو عارض آخر وصاحب مشتلة بالبليدة، يعرض تقريبا نفس الاصناف لدى عبد الكريم إضافة إلى نباتات أخرى تعد الاندر والاغلى ثمنا، كنبتة C. KASSE وهي نبتة معمرة يقدر ثمنها ب 22 ألف دينار عند بلوغها المتر ونصف يكون عمرها تجاوز الستين سنة. وLHOCANIA وهي كذلك من النباتات المعمرة يقدر عمرها ب 11 سنة حاليا وثمنها 15 ألف دينار ونبتة cansia يقدر ثمنها ب 18 ألف. وعن سبب غلاء هذه النباتات مقارنة مع الانواع الأخرى، أجاب عمار أنها نباتات تعيش في بيوت بلاستيكية، تلزمها عناية خاصة مند زراعتها إلى غاية نموها، فهي نباتات جد حساسة وتلزمها متابعة يومية، بالاضافة إلى ندرتها وتواجدها في بلدان أو مناطق بعيدة، بالاضافة إلى وجود نباتات تحتاج لطبيعة مناخية خاصةla vignevierges التي تحتاج إلى مناخ حار وجاف.وقد أشار عمار إلى أن هذه الاسعار ليست ثابتة فهناك تنزيلات وخصوم، لكي تتمكن جميع الشرائح من اقتنائها. وعن الفئة التي تهتم بالنباتات وغرسها، أجاب أن هناك إقبالا واسعا لجميع الفئات خاصة النساء. علاقة الجزائري بالنباتات وسر اهتمامه بها من العارضين انتقلنا إلى الزوار والمهتمين، وهنا لفتت انتباهي سيدة قامت بشراء مجموعة مهمة من النباتات وكذا بمعرفتها جميع أسمائها، فقد أشادت بهذا المعرض لما يحويه من أصناف متعددة وأضافت أنها تفضل النباتات الاستوائية وles liars begoumia وذلك لجمالها وظلالها، وكذلك لمقاومتها للمناخ، ولا تحتاج لعناية كبيرة ومداومة يومية. وتضيف أنها تفضل الخداوج لرائحتها الطيبة وجمال مظهرها. أما عن الياسمين فهو يذكرها برائحة الاجداد، وعن كثرة شغفها فتقول إنها تشتري أصنافا كالتي تملكها في منزلها لحبها الكبير لها. أما عن الاسعار فهي ترى أن قيمة النبتة أكبر من ثمنها. الاهتمام بالنباتات فن وأصالة منذ القدم أما السيدة فتيحة، فترى أن غرس النباتات والاهتمام بها يعد فن بحد ذاته وجمالا، فهي تجد متعة كبيرة في الاهتمام بها وتتمتع بمنظرها خاصة في الحديقة والشرفات. ومن ضمن الحاضرين التقينا بالدكتور مولاي باحث في التاريخ، يقطن في حي القصبة يولي اهتماما كبيرا لهذا المجال، كما يتمتع بمعلومات ثرية حول اهتمام سكان الجزائر القديمة بزراعة النباتات وتزيين مداخل المنازل والقصور والشرفات بنوعيات معينة كالخداوج والقرنفل ومسك الليل.. وغيرها، فقد أولت نساء القصبة قديما اهتماما خاصا بهذا المجال، فيمكن شم رائحة الياسمين والحبق والورود في الشوارع والأزقة، وهنا قام بدعوتنا لحضور ممعرض الأثريات العاصمية وهذا في الجلفة في التاسع من هذا الشهر. ويمكن القول في الأخير إن مثل هذه المعارض تلقى رواجا في الاوساط الجزائرية، نظرا لما يوليه المواطن الجزائري من اهتمام وسعيه للحفاظ على إرث الاجداد والتمتع بكل ما هو جديد يضفي الرونق والجمال.