أوضحت سياسة الأمن القومي الروسي الجديدة، أن حكومة الكرملين على استعداد للدخول في مواجهات عسكرية لحماية حصصها من الموارد الطبيعية الآخذة في التضاؤل، في أنحاء العالم، من بينها الشرق الأوسط. ونقلت شبكة '' سي إن إن'' الأمريكية أن الكرملين لم تستبعد الإستراتيجية الأمنية الجديدة، التي كشفت عنها موسكو هذا الأسبوع ، اللجوء للقوى العسكرية لحل الأزمات التي قد تنبثق جراء تناقص موارد الطاقة، كالنفط والغاز، ما سيزج بالعالم في منافسة قوية لتأمين تلك المصادر .وجاء في الورقة الإستراتيجية التي وقعها الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف :'' في خضم المنافسة على الموارد، استخدام القوى العسكرية لحل المشاكل التي ستنجم عن ذلك، أمر غير مستبعد هذا قد يدمر موازيين القوى على حدود روسيا وحلفائها". وأظهرت الحرب الخاطفة التي خاضتها القوات الروسية ضد جورجيا العام الماضي، ضرورة وضع سياسة أمنية جديدة يسري العمل بها حتى عام .2020 واتسمت لهجة الورقة الجديدة بالليونة، رغم التأكيد على استعداد روسيا، أكبر مصدر للنفط والغاز، لاستخدام القوة العسكرية لحماية وحتى توسيع نطاق احتياطياتها من الموارد الطبيعية. وقال نيكولاي بتروف، المحلل ب''مركز موسكو كارنيج'': ''روسيا تقدمت بصيغة محددة لسياستها الخارجية والدفاعية، وإلا أن هذه الورقة لا تحدد ملامح هذه السياسة فحسب. بل تفرض واقعاً. ''وأضاف:'' إذا نظرت إلى صيغة الخاصة بإستراتيجية القطب الشمالي العام الماضي، وقارنتها بالورقة الحالية، سترى تغيراً في موقف الحكومة وأصبح أكثر اعتدالاً''، وأردف: ''في تفسير آخر، وزارة الخارجية تسعى لتقديم إستراتيجية أقل عدوانية." من جهة أخرى أعرب الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف عن أمله في أن تكون الزيارة المرتقبة لنظيره الأمريكي باراك اوباما إلى موسكو في بداية جويلية المقبل فرصة لبحث مستقبل العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي ( الناتو) وكان البيت الأبيض الأمريكي قد أعلن أن أوباما سيزور روسيا في 6 جويلية المقبل بدعوة من نظيره الروسي دميتري ميدفيديف. وقال ميدفيديف في مؤتمر صحفي عقده في أعقاب مباحثاته في موسكو مع سيلفيو برلسكوني رئيس الوزراء الايطالي'' نشهد بعد تغير إدارة البيت الأبيض اهتمام الولاياتالمتحدة بتطوير العلاقات مع روسيا كما نشهد التغير في لهجة الحوار''. وأشار إلى أن أول حوار له مع الرئيس الأمريكي كان بناء وأضاف''رأينا الرغبة والإمكانية في أن نسمع بعضنا البعض''. وأشار الرئيس الروسي الى ان هذا الحوار يستمر على مختلف المستويات وبوتائر سريعة. وقال'' آمل بان نتمكن من دفع علاقاتنا إلى الأمام وإلقاء نظرة موضوعية علي المسائل التي لا تتطابق فيها وجهات نظرنا".