" شيطان'' كلمة لا تقبل أن يتوصف بها .. أي أنك لا تقول فلان مثل الشيطان، أو فلانة مثل الشيطانة بل تقول بالجزم فلان شيطان وفلانة شيطانة، وكان المعنى هو الشيطان بعينه .. وكلامنا ويومياتنا أصبحت عامرة بهذه الكلمة التي باتت من أبجديات معاملاتنا ومن سمات مواقفنا وعلاقاتنا .. ففي رأس كل منا يقبع شيطان في انتظار شيء ما يصدر عنا أو عن الآخرين من حولنا.. والشياطين من المخلوقات التصورية المنبوذة لما يصدر عنها من أشياء مروعة ومقرفة وبغيضة .. إلا أن العبقريات وجنون الإبداع وخوارق الأعمال عادة ما تنسب إلى الشيطان أيضا .. ألا يقال شيطان الشعر وشيطان الابداع وشيطان الكتابة ، وهذا وجه آخر للشيطان خارق وعجيب ولكن في الاتجاه الايجابي البديع .. أفعال الشيطان يجب أن تكون ما فوق الانساني ما فوق العقلي والمنطقي بالاتجاهين السلبي والإيجابي .. الخيري والشرير.. المفيد والضار .. الشيطان عليه أن يخترق المألوف ويتعدى المتعارف عليه .. عليه أن يقوم بما لا يستطيع أن يقوم به مخلوق آخر .. لا بد أن يكون خارق الصورة والفعل والأثر .. والفكر .. والأذى منذ نشأة الخليقة وجد نفسه بصحبة هذا المخلوق، كأنما خلق معه وله .. ومنذ القدم تعلما أن يشتغلا معا وأن يتصاحبا أو أن يتنافرا .. أحيانا يختلط الأمر عليهما وما عاد أحدهما يميز نفسه عن الآخر . كل الحضارات والمخيالات الشعبية تتفق على أن الشيطان غالبا ما يفضل صحبة المرأة لسهولة التعامل معها والتأثير عليها، والمؤسف أن لا امرأة العصور القديمة ولا امرأة هذا العصر استطاعت أن تتخلص من هذه التهمة.. وكأنها هي من تسببت في الحروب .. ومن ألحقت المآسي بالشعوب كانت وراء انتشار المجاعة ..وهي من ثقب طبقة الأوزون ..وثقبت روؤس الرجال كي يفعلوا ما فعلوه وما يفعلونه ..