أعرب سكان بلدية ''المقرية'' التابعة إقليميا للدائرة الإدارية لحسين داي بالجزائر العاصمة، والمشهورة باسم ''ليفيي'' عن استيائهم الكبير من اشتداد أزمة السكن التي طالت لسنوات حتى صار حلمهم بارتقاء بلديتهم حلما صعب المنال، خصوصا وقد باتت بلدية مستقلة بذاتها عن بلدية حسين داي، غير أنها لم تتخط عتبة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية. وما زاد من استياء سكان البلدية هو أن هذه الأخيرة تشمل 47 حيا يدخل معظمها في دائرة الأحياء المنكوبة والهشة، الأمر الذي يستدعي تدخل السلطات المعنية، خاصة وأن بلدية المقرية تشمل أكثر من 30 ألف نسمة. ولدى ولوجنا البلدية لنتحسس مشاكلها فإننا قوبلنا بمناشدة السكان للسلطات المحلية للتدخل سريعا من أجل حل أزمة السكن، ''الأزمة المولدة لمشاكل أخرى'' مثلما قال جميع من تحدثنا إليهم، فمن بين أهم المشاكل التي أرقت السكان وطرحت بحدة من طرفهم هي ''أزمة السكن'' كونهم تضرروا منها لسنوات عديدة، واحتملوا عناءها أبا عن جد، وقد صار السكن هاجسا يؤرق الصغير قبل الكبير فيهم، معتبرين أن مشكل السكن سببا رئيسيا لبروز وانتشار مشاكل جديدة وعديدة يصعب تخطيها بسهولة، هذا إن كان بالإمكان تخطيها أو تجاوزها. وحسب البعض ممن تحدثت إليهم ''الحوار'' فلقد أكدوا أن بلدية ''ليفيي'' يعود تشييدها إلى الحقبة الاستعمارية، ما يعني أن جميع السكنات تقريبا قديمة وهشة وجد خطيرة. واشتكى السكان من شدة الضيق داخل شقق العمارات، إذ لا يمكن لأحد أن يلحظ ذلك الضيق إلا بولوج تلك السكنات، كما أن مشاهدة حالة العمارات من الداخل ليس مثلما هي عليه من الخارج، فاهتراء سلالم العمارات وأسقفها وحتى جدرانها زاد من خطورة الوضع هناك. ضف إلى ذلك انتشار النفايات بكل أرجاء البلدية وليس فقط الأحياء، ما تسبب في تلوث المحيط عموما، وإحداث جو من التخوف بين السكان من إمكانية إصابتهم بالأمراض الجلدية الخطيرة. وعبر السكان عن تذمرهم بسبب اهتراء قنوات الصرف الصحي التي صارت تنفجر بين الفينة والأخرى، بسبب قدمها من جهة وتواجدها تحت العمارات التي يعود تشييدها إلى سنوات بعيدة من جهة أخرى. ونظرا لهذه العقبات التي تعرقل يوميات سكان بلدية ''ليفيي'' فإن السكان فضلوا رفع انشغالاتهم من خلال ''الحوار'' عساهم يجدون آذانا صاغية تخرجهم من المعاناة التي حولت يومياتهم إلى جحيم حقيقي، مناشدين بذلك كل من مصالح ولاية الجزائر ومديرية السكن بالتفاتة طيبة تجاههم.