نفى عبد الكريم عبادة عضو أمانة الهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني ما نسب لرئيس المجلس الشعبي الوطني من تصريحات، معتبرا ما جرى تداوله لا ينم على مدى معرفة الشخصية الثالثة في الدولة بمصالح وتاريخ ومستقبل الجزائر، بالإضافة إلى هذا فقد شدد العضو القيادي في الآفلان أن هذا الأخير لن يتزحزح في مواصلة المطالبة باعتذار فرنسا عن ماضيها الاستعماري في الجزائر، مشيرا إلى أن الجزائر لم تعتدي على أحد، وأن مسار حزب جبهة التحرير الوطني الذي كلل باستقلال الجزائر لم يكن إلا المحطة الأخيرة من معاناة شعب قهر وهجر لأزيد من قرنا ونيف. وكانت ''الحوار'' قد أجرت أمس مقابلة صحفية مع عضو أمانة الهيئة التنفيذية الذي استقبلنا أمس الاثنين في مكتبه بمقر ''الجبهة''، حيث سألناه عن أوضاع الحزب وعن التحضيرات للمؤتمر التاسع، اجتماع الهيئة التنفيذية ولقاء الأمين العام للحزب بمحافظين '' الجبهة '' على مستوى القواعد الأفلانية. وبدأ عبادة في رده على أسئلة '' الحوار'' بالحدث المزمع بدؤه اليوم -اجتماع المحافظين -، موضحا انه سيتم حوصلة نشاط الفترة السابقة، من خلال تقييم جهد المناضلين عبر القواعد، وما تم انجازه من وسائل التعبئة والتجنيد في الاستحقاقات الأخيرة، والتي نجح فيها الحزب في دعم مرشحه عبد العزيز بوتفليقة الذي فاز باستحقاقات ال 9 أفريل المنصرم. وزاد المتحدث انه سيتم التطرق أيضا للاستعدادات للمواعيد القادمة، لاسيما البدء بالتحضير الفعلي للمؤتمر التاسع المنتظر عقده في مطلع السنة القادمة ,2010 زيادة على ذلك فقد أعلن عن استعدادات حثيثة للتجديد الجزئي لأعضاء مجلس الأمة، بالإضافة لتحسيس المحافظين بأهمية فتح الأبواب للشباب وتدعيم الحضور النسوي كما وكيفا. وفيما يخص النقطة الثانية فقد أشار المتحدث إلى انه قد تم التطرق لأجندة اجتماع الهيئة التنفيذية، مشيرا إلى أنه سيتم تقييم من خلالها أيضا حصيلة الانتخابات السابقة التحضير للمؤتمر التاسع. وعودة إلى ملف الاعتذار والعلاقات الجزائرية-الفرنسية، والتي عادت إلى الساحة بعد الإعلان عن زيارة الرئيس بوتفليقة لباريس وإعلان هذه الأخيرة عن البدء في تعويضات تخص ضحايا التفجيرات النووية، هوّن عبادة في حديثه إلينا من الأمر، مشيرا إلى أن الخسارة فادحة ليست فقط في الأرواح لكن هي تتعلق اليوم بالحيوان والأرض والبيئة، موضحا بأن تلك المناطق ما تزال تعاني من مخلفات التفجيرات النووية. وشدد عضو أمانة الهيئة التنفيذية في الحزب العتيد على أن هذا الأخير مثله مثل كافة أطياف الشعب الجزائري تريد تعويضا معنويا نتيجة ما تضررت منه البلاد طيلة 132 سنة من الزمن، مبرزا انه لا يمكن طي الصفحة إلا ببناء أرضية صلبة تضمن الدفع بالعلاقات نحو المستقبل والتطور. كما استنكر محدثنا سعي البعض لتحميل المجني عليه أو الضحية نفس وزر الجاني، في إشارة لما يطرح من ضرورة الاعتراف من جانب الطرفين، مشيرا إلى أن الجزائر لم تعتدي على أي كان، بل هي من تعرضت إلى احتلال هجرت بموجبه أجيال وأجيال وفقرت وعذبت وجهلت. وأكد المتحدث في ذات السياق أن انطلاقة ثورة نوفمبر من الأوراس لم تكن إلا محصلة أو المحطة الأخيرة من نضال شعب ضاق الويلات، وقمعت ثوراته في كل مناطق القطر الوطني إلى أن جاءت جبهة وجيش التحرير اللذان قاوما بكل الوسائل التي تقتضيها الحرب العادلة. وأعرب عبد الكريم عبادة الذي ساير كل محطات الآفلان التاريخية من أيام حرب التحرير الوطني عن أن مهمة الجبهة مستمرة رغم كل الخطط التي زادت هذه الأيام للانتقام من رموز الثورة والآفلان كحزب على الخصوص، مؤكدا أن هناك من سينوب عنا في مهمة المطالبة بالاعتذار حتى في حالة رحيلنا، في إشارة منه إلى الأجيال القادمة من مناضلي جبهة التحرير الوطني وغيرهم.