على الصورة الضابط جورج بيرو الذي حقّق مع صدام "عندما دخلت القوات الأمريكية إلى بغداد في التاسع أفريل 2003 كان صدام لا يزال داخلها، بل ومكث فيها يوما أو يومين ثم اختفى". * * هذا ما صرّح به جورج بيرو ضابط الشرطة الفدرالية الأمريكية الذي حقق مع صدام من جانفي 2004 إلى جوان من العام نفسه، وقد انفردت شبكة "سي بي أس نيوز الأمريكية باستجوابه بيرو الذي لا يزال يحتفظ بالكثير من الأسرار حول صدام ونظامه. * فصول ما صرّح به الضابط الأمريكي جرت بين جانفي وجوان 2004 داخل مركز اعتقال أمريكي غير بعيد عن مطار صدام الدولي في بغداد، فهناك أجرى الأمريكيون 27 جلسة تحقيق ومحادثات مع الرئيس العراقي الراحل وكان بيرو أبرز أولئك المحققين حيث انفرد بحصة الأسد في الجلوس إلى صدام كونهُ يتكلم العربية جيدا. * كشف بيرو بأن صدام أخبره بأنه لم يغادر العراق إلا بعد يوم أو يومين من سقوط بغداد، وأنه عقد آخر اجتماع مع كبار رجاله في مكان ما في بغداد وقال لهم "سنواصل القتال سرا". * وواصل بيرو "بعد اجتماعه مع كبار رجالاته في بغداد، تبعثروا في أنحاء العراق، وصرف صدام حراسه الشخصيين واحدا تلو الآخر وقال لهم لقد انتهت مهمتكم". * عثر الأمريكيون على صدام بلحية كثيفة وشعر طويل- حسب الرواية والصور التي رآها العالم كله- ويقول بيرو بأن صدام استعمل الحيلة ذاتها في العام 1959 عندما حاول رفقة زملاء له قلب نظام الحكم إذ ذاك، فبعد أن فشلت المحاولة الانقلابية، فرّ صدام وأطلق لحيته وشعره حتى لا يتعرّف عليه أحد من متعقّبيه. * وبخصوص الحديث عن وجود شبيهين لصدام، نفى صدام أن يكون له شبيهون يظلل بهم المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والغربية وحتى أعداءه من داخل العراق وخارجه أو الإيرانيين، حيث وصف حديث وسائل الإعلام الأمريكية والمخابرات الأمريكية عن الشبيهين له ب"السينما". * وقال الضابط الأمريكي بأن صدام أقر له بأنه لم يكن يملك أسلحة دمار شامل لكنه رفض أن ينفي ذلك علنا أمام العالم، "لقد قال لي صدام بأنه لم يكن يريد أن يظهر ضعيفا أمام إيران التي كانت قدراتها النووية تتطور" وقال صدام " لم أنف امتلاك العراق أسلحة دمار شامل حتى أبقي إيران خائفة مني" ثم أضاف "لو كانت تلك الأسلحة بحوزتي ، هل تعتقد بأنني كنت سأترك الأمريكيين يمرحون في الكويت". * وتبقى هذه المكاشفات شيئا يسيرا بالنظر إلى الأسرار الكثيرة التي يملكها الأمريكيون حول صدام الرجل وصدام النظام والعراق عموما أيام صدام، هذا فيما ينتظر الجميع الكتاب الذي وعد المحامي الرئيسى للراحل صدام، خليل الدليمي، الذي وعد بإصدار كتاب يُودع فيه كل ما دار بينه وبين صدام في السجن قبل إعدامه. * *