كشفت وثائق لمكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (أف بي آي) رفعت عنها السرية أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين قال لمستجوبيه إنه ترك العالم يعتقد أنه كان يمتلك أسلحة دمار شامل لأنه كان يخشى من أن يبدو العراق ضعيفا أمام أعدائه وخاصة إيران. وأشار جورج بيرو العميل الخاص في (أف بي آي) بمذكرات استجوابه لصدام، إلى أنه كان مستعدا لتوقيع اتفاقية أمنية مع واشنطن لحماية العراق من التهديدات في المنطقة.وتشمل الوثائق التي كشف عنها لأول مرة منذ رحيل صدام منذ نحو عامين ونصف العام، استجوابات رسمية وغير رسمية أجراها محققون من المكتب يتحدثون العربية مع صدام منذ اعتقاله في ديسمبر 2003. وبحسب المحققين فإن صدام لم يغادر بغداد عقب الغزو الأميركي للعراق إلا بعد أن رأى أن عاصمة الرشيد على وشك السقوط. وقال صدام إن المزرعة التي اعتقل فيها بمنطقة الدور في شمال بغداد كانت نفس المزرعة التي اختبأ فيها قبل أربعة عقود بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي استهدفت رئيس الوزراء العراقي آنذاك عبد الكريم قاسم.ومن بين التفاصيل الشخصية المثيرة التي تضمنتها الوثائق أن صدام نفى الاستخدام المزعوم لشبيه له، واعتبر ذلك خرافات لا أساس لها من الصحة. لكن صدام أكد للمحققين أنه نادرا ما كان ينام في المكان نفسه يومين متتاليين، وأنه لم يستخدم الهاتف إلا مرتين منذ عام 1990 وأنه كان يتواصل عبر مبعوثين. وتنقل الوثائق أن صدام كان أكثر قلقا من اكتشاف إيران نقاط ضعف العراق من قلقه من مفتشي أسلحة الدمار الشامل، وهي الأسلحة التي كان صدام يوهم العالم بأنه يمتلكها كوسيلة من وسائل الردع ضد عدوته اللدود إيران قبل غيرها. وتبقى هذه الوثائق -رغم الأسئلة التي قد تحيط بها- مصدرا يزخر بالتفاصيل التاريخية والشخصية للرئيس العراقي الراحل الذي شغل الناس والدنيا في حياته وحتى بعد مماته.