ناقش مؤتمر البرلمانيين العرب الذي عقد مؤخرا بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة بالتعاون مع الاتحاد البرلماني العربي ومنظمة اليونيسيف التحديات التي يتعرض لها الأطفال في وطننا العرب، ومن بينها أن هناك25 مليون طفل عربي تهددهم الحروب والنزاعات و 20٪ من الأطفال في سن الدراسة متسربين من التعليم أو لم يلتحقوا بالمدرسة، وهناك نسب متباينة من الأطفال فقدوا السند العائلي أو يعملون في سن مبكرة أو يعانون من الإهمال أو يقاسون من الفقر، أو يقعون فريسة للتفكك الأسري وغير ذلك من صور القهر والعنف. وتساءل المشاركون في المؤتمر عما يقدمه المجتمع العربي للأطفال في الوقت الذي تصل فيه نسبة الأمية النسائية إلى64٪ من بين100 مليون أمي وهي تعد من أعلى نسب الأمية بين النساء في العالم، لذلك طالب المشاركون في المؤتمر بوضع إستراتيجية متكاملة ومتعددة الأبعاد للنهوض أولا بأوضاع المرأة العربية في أسرتها ومجتمعها ورفع قدرتها المعرفية والمهنية، باعتبار ذلك المدخل الرئيسي للنهوض بالطفل والعمل على التمكين الاقتصادي للأسر ومكافحة الفقر حتى نتمكن من التنشئة السليمة للأطفا، ووجه الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب المصري كلمة إلى المؤتمر قال فيها، إن واقع الطفل العربي خلال العقدين الاخرين من القرن العشرين يشير إلى تبلور رؤية حقيقية واضحة لدى دول المنطقة فيما يتعلق برعاية حقوق الطفولة خاصة في ظل ما تشير إليه الإحصاءات من ارتفاع نسبة من تصل أعمارهم في الدول العربية دون الخامسة عشرة إلى34٪ من العدد الإجمالي للشعوب العربية، وهو الأمر الذي باتت معه الطفولة ورعايتها تحتل أولوية متقدمة على الأجندة السياسية للحكومات العربية باعتبارها أمل الأمة وقوتها الدافعة للمستقبل بل وصمام أمنها إزاء ما تواجهه من تحديات ضخم. وطالب سعد الجمال رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس الشعب ورئيس المؤتمر بدعم الدور الحيوي لأعضاء البرلمانات والمجالس النيابية العربية في الدفاع عن حقوق الأطفال وتبني مطالبهم وإعلاء صوتهم انطلاقا بالالتزامات التي أقرها مؤتمر عمان لحماية الطفل عام2,400 ووجه السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية كلمة إلى المؤتمرتناول فيها مستقبل الأمة ومصيرها الذي يتجسد في أطفال اليوم الذين تواجههم تحديات كبرى فرضتها متغيرات القرن الحادي والعشرين والتي كان أبرزها العولمة وما نتج عنها من تداعيات سلبية عميقة تهدد البرامج والخطط التنموية، خاصة الموجهة نحو الفئات المهشمة في المجتمع وفي مقدمتهم الأطفال الأمر الذي يتطلب تطوير المعرفة والعلوم والثقافة ومواجهة القضايا المستجدة ومن بينها تمكين المرأة وحماية الأطفال وتنمية قدراتهم، ويتطلب تحقيق هذا تحسين الظروف الحياتية للأطفال دعم البرلمانيين العرب عن طريق سن التشريعات وضمان مواءمتها مع الاتفاقيات العربية والدولية، ودعت آمنة بنت عرب عضو مجلس الشورى لاتحاد المغرب العربي إلى أن يكون الاحتفال بيوم الطفل العربي الذي يوافق يوم أكتوبر مناسبة سنوية لتقييم الإنجازات التي تحققت في مجال الطفولة ورصد التحديات في مجال حماية الطفولة ونشر ثقافة حقوق الطفل. وأكد تريش هيدلستون المستشار الإقليمي لقضايا حماية الأطفال بالمكتب الإقليمي لليونيسيف ضرورة حماية الأطفال من التعرض للعنف والاستغلال وتفعيل القوانين التي تحمي حقوقهم، وأهمية التزام البرلمانيين العرب بتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. وأكدت مني كامل مديرة إدارة الأسرة والطفل أهمية اشتراك ممثلي الهيئات التشريعية العربية والمجالس العليا واللجان الوطنية للطفولة والمنظمات الإقليمية والدولية في برامج ومشروعات الطفولة العربية لتعزيز تنمية الطفل وبناء طفل عربي قادر ومؤهل. وطالب المشاركون في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي بإيجاد آلية لمتابعة حقوق الطفل على الصعيد العربي وبتعاون الاتحاد مع الأمانة العامة بجامعة الدول العربية ومنظمة اليونيسيف لعقد ورش عمل سنوية للبرلمانيين حول حقوق الطفل ووضع النظم والقوانين التي تحمي الطفل من تأثير المواد الإعلامية التي تمجد العنف والانحراف عبر وسائل الاتصال الحديثة مع الحرص على بناء ثقافة الحوار والتنوع واحترام الآخر، كما أوصى المؤتمر بالسعي لتعظيم فرص مشاركة الأطفال في مناقشة الموضوعات التي تخصهم من خلال إتاحة الفرصة للاستماع لآرائهم في مداولات ولجان البرلمانات العربية.